المدربة والمحاضرة في مجال ريادة الأعمال الأستاذة هبة المصري خريجة إدارة الأعمال والاقتصاد قادها الشغف للدراسة والتخصص في مجال الأعمال والاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية حيث تعرفت على أهم مجالات عالم الاقتصاد كما حصلت على تدريبات متخصصة لتكون مدربة في كثير من المهارات الحياتية وكذلك التمكين الإقتصادة خاصة في مجالات آلية كتابة خطة المشاريع وتدريب المدربين والإدارة المالية لأي مشروع.
لم تتردد هبة المصري ابنة مدينة نابلس 33 عاما عن تطويع دراستها في مجال إدارة الأعمال والاقتصاد حيث كان شغفها في التدريس والقاء المحاضرات وتطوير فكرة جديدة في مجال المشاريع الصغيرة وخاصة المشاريع الريادية النسائية وإدارتها حيث كان جل اهتمامات المدربة في القضايا النسوية ومساعدة النساء على ايجاد كيان اقتصادي وتحقيق الاستقلالية المادية وذلك من خلال التوعية الاقتصادية للنساء عبر تحويل النظريات الإدراية التي قامت بدراستها إلى معلومات بسيطة وسهلة الفهم للنساء اللواتي ليس لديهن أدنى فكرة في المواضيع الاقتصادية من التدريبات التي حصلت عليها في هذا المجال.
البداية
وقالت الريادية هبة المصري: “كانت البداية من خلال شغفي وحبي لتقديم المحاضرات والتدريس حيث قمت باستخدام أسلوب بسيط وسهل لإيصال المعلومة باتباع أسلوب السهل الممتنع وإيصال المعلومة بطريقة بعيدة عن استخدام النظريات الإدارية الجامدة وخاصة أنها ممكن أن تكون صعبة الفهم على النساء اللواتي لا يمتلكن أدنى فكرة أو خبر في إدارة المشاريع وكتابة خططها وحساب أرباحها وخسائرها”.
وقد تم تحقيق انجازات من خلال النقلة التي حصلت في مشاريع السيدات اللواتي تلقين التدريبات فقد ظهرت هذه التطورات على مشاريعهن بحيث أصبحن يتبعن أسلوب علمي وعملي في كتابة خطة مشاريعهن وحساب الأرباح والخسائر ودراسة السوق وكل ما يتعلق بخطة المشروع لتقديم شرح مفصل عن مشاريعهن.
الشغف والتوجه إلى هذا المجال
وأوضحت المدربة هبة المصري، أنه ورغم عملها بوظائف متعددة بعد التخرج أنها لم تجد نفسها في تلك الوظائف ولم تستمر فيها لفترات طويلة.
ومن هنا بدأت الفكرة في البحث عن الطرق والأساليب التي من خلالها يتم الدمج بين تخصص الإدارة والمعلومات النظرية التي تلقتها في الجامعة أو من خلال التدريبات لتصبح أدوات ومواد تدريبية بسيطة وخاصة لأننا نتعامل مع مشاريع نسائية صغيرة فلذللك أرادت أن تكون المعلومات بسيطة وسهلة الفهم وتم انشاء المادة التدريبية بناء على أسس علمية لإنشاء مادة بسيطة ومتكاملة وخاصة لفئة المشاريع النسوية الصغيرة.
بداية الفكرة:
وقالت المصري: “بدأت الفكرة من خلال مجموعة من النساء الرياديات وصاحبات المشاريع الصغيرة المنتسبات لإحدى المنصات الالكترونية التي تدعم المشاريع الريادية النسوية من خلال تقديم أكثر من لقاء توعوي حول آليات تطوير مشاريعهن، وتطورت الفكرة لتصبح من خلال العمل مع المؤسسات الأهلية النسوية المهتمة بقضايا المرأة وتمكين المرأة الاقتصادي من خلال توعية النساء بأهمية الاستقلالية المالية والعمل مع كل سيدة من أجل تطوير مشروعها الاقتصادي على أسس علمية من خلال بناء قدرات السيدات في بناء مشاريعهم بالتدريبات المطروحة”.
وأضافت: “تطورت الفكرة أكثر أيضا من خلال عمل معارض لتلك المشاريع والتي كان الهدف منها الدعم والترويج للنساء صاجبات المشاريع وتطوير الفكر المجتمعي حول أهمية المشاريع الصغيرة وتأثيرها في الاقتصاد المحلي”.
وبينت أنه تم عقد تدريبات عديدة مع المؤسسات الأهلية النسوية والتي تعنى بالمشاريع النسوية الصغيرة وأيضا توسعت لتقديم تلك التدريبات مع مؤسسات في مدينة رام الله وعملت جاهدة حتى حصلت على ثقة تلك المؤسسات لتكون المدربة المعتمدة لديهم في هذا المجال.
وأوضحت المصرين أنه تم الإنتقال لاحقا إلى مرحلة ثانية حيث أصبح التطوير أكثر لا يقتصر على فئة محددة بل الدخول في تدريبات في الجامعات ومراكز التدريب من خلال توعية الطلبة الخريجين بأهمية تأسيس مشروع اقتصادي مستقل ليتمكن الخريج بالدخول إلى سوق العمل وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وشح الوظائف عبر الورشات التوعوية التي تعقدها الجامعات
العقبات :
وحول العقبات التي واجهت مسيرتها أكدت المصري، أن العقبات التي واجهتها تمثلت في صعوبة تشكيل قاعدة بيانات من النساء صاحبات المشاريع والتعاون مع المؤسسات والتشبيك معهم، والافتقار إلى الدعم المادي لمثل هذه المشاريع والتدريبات كون السيدات لايمتكلن ثمن التدريبات كونهن في طور تأسيس مشاريعهم وأيضا صعوبة تمويل المعارض المقامة للسيدات، وقلة المؤسسات التي تقدم التوعية في المجال الاقتصادي للسيدات.
وقالت: ” إنه تم التغلب على هذه العقبات من خلال التواصل مع المؤسسات والجهات ذات العلاقة وطرح فكرة التوعية الاقتصادية للسيدات وتقديم خطط مدروسة للعمل، وطرح البرامج التدربية المتعلقة في هذا المجال”.
المساندون
وعن المساندين في البداية أوضحت أنه كانت هناك صعوبات في ايجاد المساندين والداعمين لهذه الفكرة كون فكرة التوعية الاقتصادية للنساء حديثة العهد في مجتمعنا وليست منتشرة بكثرة، ولكن بعد انتشار الفكرة والوعي بهذا المجال وانتشار المشاريع الريادية النسوية أصبح الدعم أكبر خاصة من قبل المؤسسات النسوية والسيدات العاملات في تلك المؤسسات خاصة أن الكثير هن صديقات لها على الصعيد الشخصي.
وأوضحت أن الدعم الأكبر لها كان من صديقتها المقربة وهي التي تمتلك منصة تعتبر من أكبر المنصات لدعم الشاريع الريادية النسوية فهي أول من قدمها كمدربة في هذا المجال، وأيضا الغرفة التجارية في مدينة نابلس حيث أتاحت لها الفرصة لتقديم تدريبات في هذا المجال.
رسالتي لكل امرأة
ووجهت المصري رسالة للمواطنات والنساء قائلة: “إبدئي بنفسك أولا وكوني أنت من يصنع التغير فالتغيير بحاجة إلى الإصرار والإرادة، والحلم يحتاج إلى السعي للوصول إليه، وكوني قادرة على خلق الفرص وابتكارها وتحويل العقبات إلى نجاح واجعلي من نفسك قدوة جميلة تترك أثرا طيبا حولك”.
وأضافت: “الاستقلالية المادية للمرأة هي مصدر قوة لكل امرأة تريد أن تثبت نفسها وتكون لها بصمة في تلك الحياة لتكون قادرة على مواجهة جميع التحديات التي تواجهها لتخطي العقبات”.