نحو تعليم لغوي تطبيقي ينهض بالطالب ويصون اللغة…
كتاب للكاتبة الفلسطينية مريم المصري بعنوان “إضاءات في اللغة العربية إِضَــــــاءَاتٌ
فِي تَعْلِيْمِ اللُغَةِ العَرَبِيَةِ “Cambridge IGCSE بجزئه الأول.
لمَّا كانت اللغة قديمة قدم الإنسان، فإنّ الاهتمام بها موجود منذ القدم، ممَّا دفع الإنسان لوضع تساؤلات حولها عن نشأتها، ومفهومها، ولم تقف التساؤلات عند هذا الحدّ؛ بل تعاقبت إلى الأجيال اللاحقة، وقد طرح الناس عدة أسئلة متعلقة بنحو اللغة، وصرفها، وصوتها، ودلالاتها. وهذا الاهتمام المتجدد يُعبّر عن مكانة اللغة بوصفها الهوية، والحامل الأصيل للفكر والمعرفة والتاريخ.
وفي ظل هذا الإدراك العميق لأهمية اللغة، كانت الحاجة ماسّة إلى كتاب تعليمي تطبيقي لا يُقدّم قواعد اللغة على هيئة جافة منفصلة عن الحياة؛ بل يربط بين النحو والكتابة، بين القاعدة والممارسة، بين النظرية والتطبيق. وقد جاء هذا العمل التربوي ضمن كتابين يعالجان هذا الجانب برؤية تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
يتناول الكتاب الأول النحو العربي، والبلاغة، والإملاء، وهو يشكّل البوابة الأساسية لفهم بنية اللغة، وقد تم تصميمه ليُقدّم الدرس اللغوي بأسلوب سهل، مدعوم بالأمثلة، والأنشطة التي تعزز الفهم والممارسة. وقد راعت الكاتبة ألا يكون التركيز منصبًا فقط على القواعد؛ بل على طريقة تطبيقها داخل سياقات حيّة تُنمّي الحسّ اللغوي لدى المتعلم.
أما الكتاب الثاني الذي سيصدر، فإنه سيأتي ملبيًا لاحتياجات طلبة Cambridge IGCSE؛ إذ يقف عند المهارات الأساسية التي يتطلّبها الامتحان الدولي، كفهم النصوص، والتلخيص، والإلمام بأنواع الكتابة من وصف، وحوار، وسرد، ومناظرة، ورسائل بأنواعها. وتم دعم الكتاب بنماذج تطبيقية، وأسئلة سابقة، وجمل بلاغية تشبيهيّة ووصفية تعين الطالب على تنمية خياله التعبيري.
وقد وُضع هذا الجهد في خدمة الطالب الذي يرغب لا فقط في اجتياز الاختبار؛ بل في أن يُتقن فنّ الكتابة بالعربية، وأن يُدرك أسرار لغته، ويملك أدوات التعبير بها في مختلف المجالات.
إن اللغة ليست نظامًا شكليًا فحسب؛ بل هي أداة تفكير، وأسلوب حياة، ومن هنا تأتي أهمية هذا المشروع التربوي، الذي يتطلّع لأن يكون لبنة في بناء وعي لغوي معاصر، يحترم هوية اللغة، ويُنمّي قدرات الطالب الذهنية والتعبيرية معًا.
لذلك، فإن الكتاب يوجّه إلى كل معلم وطالب، ولكل من يعشق العربية ويطمح إلى تعليمها بطرق حديثة لا تُفرّط بالأصالة؛ بل توظّفها لبناء مهارات واقعية تُسهم في صناعة جيلٍ يُجيد العربية قراءة وكتابة وتفكيرًا.
إنه جهد تربوي في حبّ اللغة، واستثمار في الوعي، ونداء لإعادة الاعتبار للكتابة بوصفها تمرينًا على التفكير الحر، والانتماء الراسخ.