لميس يعقوب.. ورحلة الليدي 90 من طالبة بصريات في جامعة النجاح الوطنية إلى منصات الريادة والبراندات المتميزة
في واحدة من أجمل قصص النجاح الفلسطينية الملهمة، تقف الشابة لميس يعقوب، خريجة جامعة النجاح الوطنية – تخصص البصريات، كرمز للإصرار والطموح الذي لا يعرف حدودًا.
فبين أنابيب العدسات وقياسات النظر، وُلد حلم مختلف تمامًا؛ حلم أن تصنع شيئًا يحمل بصمتها الخاصة ويُعبّر عن شغفها بالتميز والجمال… وهكذا بدأت حكاية “الليدي 90”. ومن هنا كان لموقع ومنصة المرأة الفلسطينية أنتِ لها فرصة اللقاء والحوار ونشر القصة المميزة لليدي 90.
وعن سبب التسمية لـ الليدي 90 أوضحت لميس يعقوب ابنة بلدة كفل حارس من محافظة قلقيلية أنه يأتي متوافقا مع تاريخ الميلاد وارتباطه به وكذلك اسم الليدي من باب تدليل النفس.
البداية من لا شيء
في العام 2020، وبينما كانت لميس لا تزال طالبة جامعية، عملت في عيادة في منطقتهم مبلغ بسيط يقدر ب 150 شيقل أسبوعيا، وقررت أن تخوض تجربة صغيرة: بمبلغ 150 شيكل فقط، حيث اشترت به مجموعة ملابس من “البالة” لبيعها بأسلوبها الخاص. لم يكن لديها متجر ولا رأس مال، بل رؤية مختلفة وإيمان قوي بنفسها.
تقول لميس: “بديت بخطوة بسيطة جدًا، بس كنت مؤمنة إن التميز مش بحاجة لفلوس، بحاجة لفكرة وشغف وطريقة مختلفة.”
طريقة عرضها للمنتجات، إحساسها بالذوق، وطريقتها القريبة من الناس في التسويق، جعلت مشروعها البسيط يلفت الأنظار. ومع الوقت، تحوّلت تلك التجربة الصغيرة إلى نواة حلم أكبر… حلم الليدي 90.
من الفشل إلى نقطة التحول
في لقائها الأخير في جامعة النجاح الوطنية ضمن فعالية نظمها مجلس الطلبة وجمعية الرياديين، روت لميس تفاصيل مشوارها بكل صدق وعفوية. “فرجيت الطلبة صوري من كل المراحل، حتى معدلي في أول فصل جامعي، اللي ما كان ممتاز أبدًا. بس الفشل وقتها كان الكف اللي صحاني. بعدها صرت أدرس بجد، وتخرجت بمعدل 3.3، وصرت متفوقة بكل شي بعمله.”
وتضيف بابتسامة:“ما بنفع نقول الفشل طبيعي ونتقبله بدون ما نغيّر من حالنا. الفشل مش نهاية، هو بداية الوعي، بداية الشغل الصح، بداية طريق التميز.”
بين الدراسة والعمل
لميس لم تترك تخصصها الأكاديمي خلفها، بل عملت في مجال البصريات، وواصلت مسيرتها الأكاديمية حتى أصبحت معيدة في جامعة النجاح في قسم البصريات، وفي الوقت ذاته كانت تدير مشروعها الريادي بخطوات ثابتة.
“كنت أدرس وأشتغل، وأوازن بين الجامعة والمبيعات، وكنت حاطة هدف واضح: بدي أكون الأولى في مجالي، سواء بالبصريات أو بالبيزنس.”
ولادة براند فلسطيني بطموح عالمي
من هناك، تطوّر المشروع الصغير إلى براند فلسطيني مميز في عالم الحقائب. أصبحت الليدي 90 علامة تجارية تُعرف بجودتها وتصاميمها الفريدة، وتحمل رسالة تمكين وجرأة لكل فتاة فلسطينية تؤمن بنفسها.
“الليدي 90 اليوم الأولى في عالم الحقائب بفلسطين، بس بالنسبة إلي، اللي عملناه لسه 1٪ من اللي بحلم فيه. الجاي أكبر وأجمل بإذن الله.”
دعم العائلة… السر الخفي وراء النجاح
لم تنسَ لميس الإشارة إلى أقرب الداعمين لها:“من البداية كان أهلي وزوجي أول داعمين إلي في حياتي، وجودهم جنبي عطاني طاقة أكمّل، وأتحمل كل صعب واجهني.”
في جامعة النجاح… عودة إلى الجذور
وتضيف: “استضافة جامعة النجاح لشركة الليدي 90 كانت لحظة فخر واعتزاز، ليس فقط للميس، بل لكل الطلبة الذين شاهدوا نموذجًا حيًا على أن النجاح ممكن مهما كانت البداية متواضعة.
“حبيت أرجع على جامعتي مش كطالبة، بل كقصة واقعية تحكي للطلبة إن الفشل مش عيب، وإن الإصرار بيصنع المعجزات.”
من حلم صغير إلى بصمة عالمية
وعلى أرض الجامعة التي أحبت ودرست فيها وتخرجت منها وعملت فيها على أرض جامعة النجاح الوطنية عادت الليدي 90 لتفتح قلبها وتروي قصة انطلاقتها منذ اليوم الأول وصولا لهذه المرحلة في مدرج القانون وبين مئات الطلبة حيث شاركت بفعالية جمعيية الرياديين للتحدث عن الريادة، وننقل هنا ما كتبته عبر حسابها وكيف تحدثت عن انطلاقتها. وهذا ما نشرته على حسابها في أعقاب اللقاء



















قصة لميس يعقوب هي تجسيد حي لمعادلة النجاح:
فكرة + شغف + التزام = إنجاز حقيقي.
بدأت من مبلغ بسيط، واجهت الفشل، درست، اجتهدت، وثابرت… فصنعت لنفسها طريقًا فريدًا لا يشبه إلا شغفها.