تالا العزازي تتفوق في الفرع الأدبي رغم الظروف العصيبة
بقلم رنين أبو ترابي
“يُقال إن الحلم يشبه بذرة صغيرة تكبر حتى بين الأنقاض… وأنا كنت تلك البذرة. أنا تالا نضال العزازي، توجيهي 2007 – الفرع الأدبي، وحصلت على معدل 94.3. منذ البداية، كنت أكتب مستقبلي وسط دخان الحرب وصوت الطائرات. نزحنا أكثر من مرة، وبيتنا قُصف، والمدرسة اختفت، وصار كل شيء اجتهادًا ذاتيًا بلا كهرباء ولا إنترنت ولا كتب سليمة. كنت أصحو قبل الفجر لأصلّي وأدرس على ضوء شمعة، وأتنقل للدروس الخاصة بينما غزة تغلي بالتصعيد. كنت أدرس وأنا جائعة في مدينة صار الجوع فيها وجهًا آخر من وجوه الحصار، وأحمل خوفي معي في كل خطوة”. هكذا ابتدأت الطالبة تالا العزازي الحديث.
وأضافت: “فقدت جدتي يوم اختبار التاريخ ولم أستطع وداعها، واستُشهد عمي وجدي، وكنت أذاكر وقلبي ثقيل من كثرة الفقد. كثيرًا ما درست تحت القصف، وخرجت للدروس وقلبي باقٍ في البيت مع أهلي، أدعو ألّا يصيبهم مكروه وأنا بعيدة. كتبي ضاعت تحت الركام، ومستلزماتي تدمّرت، وكنت في كل مرة أبدأ من نقطة الصفر تقريبًا. ومع كل هذا، كان سندي ثابتًا: أمي التي سهرت الليل تدعو لي، وأبي الذي وفّر ما استطاع من مصروف ودروس، وحاولوا رغم ضيق الحال وتدمير البيت أن يوفروا لي ركنًا صغيرًا للدراسة”.
وأردفت: “ثقتهم فيّ كانت الحائط الوحيد الذي لم يسقط.من الصف العاشر حلمت أن أكون من أوائل الوطن، وبذلت كل طاقتي لأصل، لكن القدر كتب لي طريقًا مختلفًا”.
“ورغم الألم، أنا ممتنّة لما وصلت إليه؛ لأن معدلي ليس مجرد رقم، بل شهادة على صبر مدينة كاملة اسمها غزة”.
“كنت أحلم بالدراسة في جامعة النجاح، واليوم أحلم أن أدخل تمريض لأخدم وطني وأساعد الناس كما لم يُسعف أحد جدتي ولا غيرها في لحظات الوجع”.
وختمت قصتها برسالة عميقة حيث قالت: “أؤمن أن الجامعة ستكون مكاني لأعوض كل ما ضاع، ولأصنع نتيجة أجمل من كل الخراب الذي عبرته… لأن الحلم، مهما اختنق تحت الردم، يعرف دائمًا كيف يتنفس من جديد”.

































































