رغد شابة تهزم المستحيل
تقرير : هبه الحسين
من شرفة منزلها المطلّ على عيبال، تجلس رغد هيثم طبيلة، أمام صندوق مليء بالخيوط الملوّنة والخرز اللامع، وللوهلة الأولى قد يعتقد الزائر أنه أمام حرفية متمرّسة تعمل بكلتا يديها، لكن الحقيقة بأن رغد وُلِدت بعيبٍ خلقي في إحدى يديها إذ تفتقد للكف والأصابع في إحدى اليدين، لكن رغد كانت تمتلك عزيمة وإصرارًا لتنسج في هاتين اليدين لمسة مخملية تقود صاحبها لتجاوز أي حدود.

مشروع صغير يحمل إرادة كبيرة: “Velvet Hand” الاسم الذي اختارته رغد ليرافق مشروعها وإبداعها الذي اختارت أن تدخل فيه لسوق العمل وأن تبني اسمها في عالم الحرف اليدوية. وبعد محاولات طويلة وتجارب كثيرة، استطاعت رغد أن تطوّر مهارة مبهرة في فن الخرز، فبدأت بصنع قطع مميزة مثل الحقائب وعلب الإكسسوارات والصواني المزيّنة بالخرز ومداليات وتوزيعات لمناسبات كثيرة بمختلف الأشكال والألوان، إضافة لأفكار جديدة ابتكرتها بنفسها حتى صار عملها معروفًا بجودته وتميّزه.

اليوم تحلم رغد بإنشاء ورشة خاصة تدرب فيها فتيات أخريات، وتثبت أن بعض العيوب الخَلقية ليست نهاية، بل بداية لقصة مختلفة تُكتب بيد واحدة، لكن بإصرار يفوق الأيادي كلها.

هي نموذج للإرادة الخالصة، ومصدر إلهام لكل من يعتقد أن ظروفه تمنعه من تحقيق أحلامه، رسالة رغد قوية فالإنسان يمكنه أن يصنع من ضعفه قوة، ومن التحدي فرصة، ومن الألم عالمًا مليئًا بالألوان والنجاحات.

وفي الختام، تبقى رغد ذات اللمسة المخملية دليلًا حيًا على أن الإعاقة ليست في الجسد، بل في الاستسلام، وأن من امتلك إرادة مثل إرادتها يستطيع أن يكتب نجاحه بيد لا تشبه أيدي الآخرين، ولكنها تحمل قوة وإبداعًا لا يحملها أحد.




































































