تالا العزازي تتفوق في الفرع الأدبي رغم الظروف العصيبة
بقلم رنين أبو ترابي
“يُقال إن الحلم يشبه بذرة صغيرة تكبر حتى بين الأنقاض… وأنا كنت تلك البذرة. أنا تالا نضال العزازي، توجيهي 2007 – الفرع الأدبي، وحصلت على معدل 94.3. منذ البداية، كنت أكتب مستقبلي وسط دخان الحرب وصوت الطائرات. نزحنا أكثر من مرة، وبيتنا قُصف، والمدرسة اختفت، وصار كل شيء اجتهادًا ذاتيًا بلا كهرباء ولا إنترنت ولا كتب سليمة. كنت أصحو قبل الفجر لأصلّي وأدرس على ضوء شمعة، وأتنقل للدروس الخاصة بينما غزة تغلي بالتصعيد. كنت أدرس وأنا جائعة في مدينة صار الجوع فيها وجهًا آخر من وجوه الحصار، وأحمل خوفي معي في كل خطوة”. هكذا ابتدأت الطالبة تالا العزازي الحديث.
وأضافت: “فقدت جدتي يوم اختبار التاريخ ولم أستطع وداعها، واستُشهد عمي وجدي، وكنت أذاكر وقلبي ثقيل من كثرة الفقد. كثيرًا ما درست تحت القصف، وخرجت للدروس وقلبي باقٍ في البيت مع أهلي، أدعو ألّا يصيبهم مكروه وأنا بعيدة. كتبي ضاعت تحت الركام، ومستلزماتي تدمّرت، وكنت في كل مرة أبدأ من نقطة الصفر تقريبًا. ومع كل هذا، كان سندي ثابتًا: أمي التي سهرت الليل تدعو لي، وأبي الذي وفّر ما استطاع من مصروف ودروس، وحاولوا رغم ضيق الحال وتدمير البيت أن يوفروا لي ركنًا صغيرًا للدراسة”.
وأردفت: “ثقتهم فيّ كانت الحائط الوحيد الذي لم يسقط.من الصف العاشر حلمت أن أكون من أوائل الوطن، وبذلت كل طاقتي لأصل، لكن القدر كتب لي طريقًا مختلفًا”.
“ورغم الألم، أنا ممتنّة لما وصلت إليه؛ لأن معدلي ليس مجرد رقم، بل شهادة على صبر مدينة كاملة اسمها غزة”.
“كنت أحلم بالدراسة في جامعة النجاح، واليوم أحلم أن أدخل تمريض لأخدم وطني وأساعد الناس كما لم يُسعف أحد جدتي ولا غيرها في لحظات الوجع”.
وختمت قصتها برسالة عميقة حيث قالت: “أؤمن أن الجامعة ستكون مكاني لأعوض كل ما ضاع، ولأصنع نتيجة أجمل من كل الخراب الذي عبرته… لأن الحلم، مهما اختنق تحت الردم، يعرف دائمًا كيف يتنفس من جديد”.
عكست ظروف الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023 توابعها على مجريات الواقع المعاصر، والذي أثر بشكل خاص وملحوظ على حياة المرأة الفلسطينية، وخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء. ورغم أن المرأة الغزية هي التي عانت المرّ والمرارة، وتصدرت واجهة العمل النضالي، وشاركت الرجل في كل الأعباء والتحديات، نجد أن مثيلتها في الضفة الغربية كانت كذلك جزءًا من هذا النضال. فقد وقفت في مهب المعاناة والتبعات التي انعكست عليها أيضًا، وأصبحت العون والسند والحليف القوي في تحمل الأعباء معًا.
فرغم مكانة المرأة ودورها في المجتمع عبر العصور، وكيفية تفاعل القوانين والعادات والتقاليد والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع وضعها، فإن هذا الدور يختلف تبعًا للسياق الجغرافي والثقافي من واقع إلى آخر.
فالمرأة الفلسطينية تواجه تحديات تتعلق بالتمكين والمشاركة الفعالة، بينما في بعض المجتمعات الأخرى، شهدت تحسنًا في دورها وقدرتها على المساهمة في التنمية والتأثير في المجتمع.
ومع واقع الحرب القاسي، وجدت المرأة الفلسطينية نفسها أمام خيارين: إما الاستسلام لهذا الواقع وتقبله كما هو، أو الوقوف جنبًا إلى جنب مع الزوج والابن والأب في تقرير مصير العائلة. عملت المرأة مع أسرتها يدًا بيد، بداية من اتخاذ القرارات المشتركة، وصولًا إلى التصدي لغول الجوع والنزوح والاحتلال والقتل والتدمير. سعت المرأة، رغم كل شيء، إلى إيجاد الأمن والاستقرار قدر المستطاع في ظل واقع حرب إبادة جماعية، لا تفرّق بين صغير وكبير، عاجز ومريض؛ فقد أصبح الجميع مستهدفًا لنيران عدو غاشم.
هنا برز دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة، خاصةً وأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأسرة التي تعد نواة المجتمع. كانت المرأة صانعة للتغيير بفضل تمتعها بالقدرة الفعالة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع الذي تنتمي إليه، سواء من خلال دورها كناشطة مجتمعية أو موظفة أو قيادية أو ربة منزل لا معيل لها.
لقد طرأت تغيرات جذرية على حياة المرأة، حيث وجدت نفسها في معترك حرب لا بد لها من العيش في ظلها والتكيف معها، رغم الخصوصية والكرامة التي كفلتها جميع الشرائع السماوية. فبينما كانت المرأة تتمتع بحقوقها لتكون في مأمن من الغدر والعوز، فقد واجهت التحديات بكل قوة، ونجحت في قيادة أسرتها. فبدلاً من أن تكون ضحية، أصبحت هي القائدة والمنظّمة لهذا السرب، تتحمل جميع الأعباء في غياب الرجل المصاب أو الشهيد أو الأسير أو المعتقل.
هنا وُلِدت امرأة جديدة، لا خصوصية لها، ولا احتياجات خاصة، ولا بيت، ولا زوج، ولا معيل، ولا عمل. هنا وُلِدَ الإصرار والعزيمة، وولدت الإرادة القوية. نساء تحت مجهر التحليل، يلمع في عيونهنّ عظمة هذه الحالة، ليقلن للعالم: “أنا هنا، ولا أحد يستطيع ثني إرادتنا. وُلِدنا من رحم الجوع والهدم والعجز والرصاص”.
وقالت المرأة الفلسطينية بصوت عالٍ: “إننا باقون، ولن تهزمنا أية حرب مهما بلغت الخسائر والتضحيات. مهما بلغ بنا الحال، وجدناها تصارع الموت بأنيابها لا بأسنانها. تقول للعالم أجمع، عندما سكتت ألسنتكم، وغابت ضمائركم، وتلعثمت حناجركم، وماتت قلوبكم، وهانت عليكم حرائركم: هنا أجساد لا تعرف إلا الإصرار والتحدي. لا تعرف إلا الوقوف شامخة، لتبقي ماء وجوهكنّ، الذي فقدنه مع كل صرخة لطفل جائع يريد ماءً وخبزًا، ولا يريد منكم سوى بضع كلمات وحروف تشعره بأنكم بجانبه. ولكن… لا صحة لضمايركم، وقد هان الدم ليصبح شراب أطفال غزة.”
الأرض الفلسطينية المحتلة – قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة يوميًّا منذ شروعه في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في تشرين أول/ أكتوبر 2023، أي ما يعادل امرأة فلسطينية كل ساعة تقريبًا، عدا عن النساء الأخريات اللاتي قضين بفعل جرائم الحصار والتجويع والحرمان من الرعاية الطبية، ولم توثقهن الإحصائيات.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الأحد إنّ المعدلات الصادمة وغير المسبوقة لقتل النساء في قطاع غزة تعكس نمطًا منهجيًا من القتل الجماعي يستهدف النساء الفلسطينيات عمدًا، ولا سيّما الأمهات، سواء في منازلهن أو خيام النزوح أو مراكز الإيواء المؤقتة، أو أثناء محاولتهن النجاة بأطفالهن تحت القصف.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ نمط الاستهداف المتكرر والمرتفع يوميًا يؤكد أنّ إسرائيل تعتمد قتل الفلسطينيات في قطاع غزة كأداة للتدمير السكاني ضمن جريمة الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي.
كنا حوالي 135 فردًا في المنزل. حدث قصف إسرائيلي مفاجئ، لم ينجُ سوى 12 منا. قتل 120 شخصًا كان منهم العديد من النساء والحوامل اللواتي تمزقت أجسادهن. كانت مشاهد لا تُحتمل
صابرين سالم، ناجية من قصف إسرائيلي استهدف بناية لهم في غزة
وأضاف أنّ المعطيات الميدانية تكشف نمطًا منهجيًا من قتل النساء الحوامل والأمهات الشابات مع أطفالهن، أو أثناء محاولتهن رعاية أسرهن وحمايتها، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني، وكسلوك يهدّد بصورة مباشرة مستقبل النسيج السكاني الفلسطيني.
وبيّن أنّ فريقه الميداني وثق مقتل آلاف النساء، كثير منهن في سنّ الإنجاب، بمن في ذلك آلاف الأمهات اللواتي قُتلن مع أبنائهن داخل منازلهن وفي خيام النزوح ومراكز الإيواء أو أثناء نزوحهن بحثًا عن الأمان، فيما تؤكد المعطيات الصحية الرسمية مقتل 12400 امرأة فلسطينية بينهن 7920 أمًّا خلال 582 يومًا من جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ المعطيات تشير إلى أنّ نسب القتل بين الأمهات والنساء الحوامل والمُرضعات قد ارتفعت بشكل غير مسبوق نتيجة القصف الإسرائيلي المباشر.
واستعرض المرصد الأورومتوسطي عددًا من الحالات التي وثّقها فريقه الميداني لقتل الأمهات، منها مقتل الأم “نايفة صادق زكي علي عويضة” (24 عامًا)، مع زوجها “عبد السلام محمود الأغا”، وطفلتيه “أيلول” التي لم تكمل (24 يومًا)، و”زينة” (18 شهرًا)، في قصف إسرائيلي مباشر استهدفهم وهم نيام في خيمة نزوحهم في “مواصي خانيونس” فجر اليوم الأحد 11 أيار/ مايو 2025.
كما قُتلت الأم “ندى أبو شقرة”، مع زوجها “معتصم العلمي” واثنين من أطفالهما في قصف من الطيران الإسرائيلي الذي استهدف خيمة نزوحهم في “مواصي خانيونس” فجر اليوم أيضًا.
وقُتلت الأم “خديجة عسلية” (30 عامًا)، مع زوجها “غسان عسلية” (31 عاما) وخمسة من أطفالهما، باستهداف من طائرة مسيرة لخيمة نزوحهم في جباليا شمالي قطاع غزة فجر الخميس 17 أبريل/نيسان 2025.
وتروي “صابرين سالم”، وهي ناجية من قصف إسرائيلي استهدف بناية لهم في غزة في 19 كانون أول/ديسمبر 2024، وأدى إلى مقتل أكثر من 120 مواطنًا، بينهم نساء حوامل وأطفال: “كنا حوالي 135 فردًا في المنزل. حدث قصف إسرائيلي مفاجئ، لم ينجُ سوى 12 منا. قتل 120 شخصًا كان منهم العديد من النساء والحوامل اللواتي تمزقت أجسادهن. كانت مشاهد لا تُحتمل”.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ الاستهداف الإسرائيلي لا يقتصر على القتل، فهناك 60 ألف حامل – وفق معطيات وزارة الصحة- تعانين حاليًا من ظروف بالغة السوء نتيجة سوء التغذية والجوع وعدم توفر الرعاية الصحية الملائمة جراء الحصار المشدد ومنع إدخال البضائع والمساعدات منذ مطلع مارس/آذار الماضي.
ونبّه إلى أنّ قتل النساء والأمهات الفلسطينيات، خاصة النساء الحوامل، يأتي ضمن نمط واضح من منع الولادات القسري الذي يُصنف كركن أساسي من أركان جريمة الإبادة الجماعية، بحسب المادة الثانية (د) من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، والتي تعتبر أن “فرض تدابير تهدف إلى منع الولادات داخل الجماعة” أحد أفعال الإبادة.
وبيّن أن هذا المنع يأخذ أشكالاً متعددة في غزة حاليًا، منها: القتل المباشر للنساء في سن الإنجاب، واستهداف الأمهات الحوامل، وتدمير البنية الصحية المخصصة للولادة ورعاية الأم والطفل، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية للنساء الحوامل، وتجويع الأمهات ونقص الغذاء اللازم لهن ولأطفالهن الرُضّع، مما يؤدي إلى وفيات بطيئة ومضاعفات صحية جسيمة.
وذكر أنّ الأمهات الفلسطينيات يعشن معاناة نفسية مركّبة؛ نتيجة فقدان أطفالهن أو أزواجهن أو منازلهن، وشعورهن بالعجز الكامل تجاه حماية الأسرة، أو توفير متطلبات العيش، وانعدام الأمان وتكرار النزوح، كل ذلك تسبب بتفاقم القلق، الاكتئاب، والصدمة النفسية الحادة.
تقول “عبير. ح.”، أم لـ 4 أطفال من مدينة غزة: نزحنا أكثر من 10 مرات، ونجونا كثيرًا من القصف، لا أستطيع أن أطمئن أطفالي. كل ليلة ينامون على صوت القصف وأبكي خوفًا من أن أستيقظ ولا أجد أحدًا منهم حيًا. شهدت مأساة فقدان أمهات وأطفال. أصبحت أماً بلا قدرة، بلا طعام.
وطالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول، منفردة ومجتمعة، بتحمل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك، وضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وضمان مساءلتها ومحاسبتها على جرائمها ضد الفلسطينيين، داعيًا أيضا إلى تنفيذ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع في أول فرصة وتسليمهم إلى العدالة الدولية، ودون إخلال بمبدأ عدم الحصانة أمام الجرائم الدولية.
وحثّ المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي على فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر تصدير الأسلحة إليها، أو شرائها منها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، وتجميد الأصول المالية للمسؤولين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين، والتحريض عليها، وفرض حظر السفر عليهم، إلى جانب تعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح إسرائيل مزايا اقتصادية تمكنها من الاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين.
الأراضي الفلسطينية المحتلة- يسلط تقرير جديد صادر عن منظمة آكشن إيد الدولية الضوء على الآثار المروعة للحرب المستمرة ضد غزة وتصاعد العنف في الضفة الغربية على النساء والفتيات الفلسطينيات، بالإضافة إلى صمودهن الملحوظ وقيادتهن في مواجهة الأزمة.
يدعو التقرير، الذي يحمل عنوان ” عاملات التغيير: دور المؤسسات الفلسطينية التي تقودها النساء في الأزمات”، إلى زيادة تمويل ودعم هذه المؤسسات النسوية التي تقودها وإشراك المرأة في عمليات بناء السلام وإعادة الإعمار، مع تسليط الضوء على الحاجة الماسة إلى وسائل ومقاربات حساسة للنوع لمعالجة التحديات الفريدة التي تواجهها النساء والفتيات.
يعرض التقرير تفاصيل التحديات الشديدة التي تواجهها النساء والفتيات المبنية على الشهادات المباشرة من النساء اللواتي يعيشن في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك الناشطات والقياديات. شملت تلك التحديات زيادة خطر العنف المبني على النوع الاجتماعي والصدمات النفسية العميقة. يكشف التقرير أيضا الصمود الكبير الذي تظهره النساء يوميًا وهن يعملن على قيادة تعافي المجتمع والمدافعة عن السلام.
الآثار العاطفية والنفسية غير المرئية: تأثرت النساء الفلسطينيات بشكل غير متناسب بالحرب على غزة، حيث يعانين من مستويات شديدة من التوتر والقلق والصدمات. ترك النزوح المستمر النساء في حالة دائمة من عدم الاستقرار، حيث قالت فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً : “لا نعرف إلى أين نذهب للحصول على الأمن”. يؤدي الازدحام المعيشي إلى تفاقم التوترات، حيث تقول فتاة أخرى: “لا أحد يستطيع أن يتحمل الآخر”.
إزدياد العنف المبني على النوع الاجتماعي: أدت الحرب المستمرة على غزة إلى تفاقم المهددات التي تعاني منها النساء، مما يزيد من خطر العنف الجنسي والعنف المبني على النوع الاجتماعي، والزواج الاجباري والاستغلال. تفيد النساء في مخيمات النزوح عن فقدان صارخ للخصوصية والسلامة، غالبًا ما يواجهن المضايقات وسوء المعاملة في مراكز الإيواء المكتظة، حيث أشارت إحدى المشاركات في المجموعات البؤرية : “في الماضي، كانت الجدران غطاء لنا، واليوم أصبحت هذه الجدرات مجرد قطعة من النايلون”. تواجه النساء في الضفة الغربية، العنف الذي يمارسه الجنود الإسرائيليين والمستوطنين. تحدثت ناشطة من الخليل، مستذكرة إحدى الحوادث، حيث تم أخذ جارتها إلى داخل غرفة من قبل الجنود الإسرائيليين الذي نزعوا عنها جميع ملابسها وسمحوا لكلب بمهاجمتها أمام زوجها وأطفالها. “
فقدان المساحات الآمنة والخدمات الخاصة بالنوع الاجتماعي: تواجه النساء في الوقت ذاته إنخفاض بشكل كبير الوصول إلى المساحات الآمنة والدعم للنساء اللاتي يعانين من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب النزوح القسري المتكرر ونقص التمويل وتحديات الاتصالات. تحدثت مديرة إحدى المؤسسات التي تقودها النساء في غزة: “حصلت بعض النساء على الطلاق أثناء الحرب، ولم نتمكن من دعمهن كما كنا نفعل من قبل، ولم تكن هناك آليات اتصال، ولم يتمكن موظفونا من الوصول إليهن”.
قد أدى الانهيار الكامل للنظام القانوني في غزة إلى خلق فراغ قانوني، مما ترك النساء غير قادرات على الحصول على العدالة”.
ظروف الرعاية والولادة القاسية : يكشف التقرير الحالة المزرية للرعاية الصحية للأمهات في غزة، حيث تواجه النساء الحوامل حالات ولادة شديدة الخطورة مع رعاية طبية قليلة أو حتى معدومة ، مما يؤدي إلى نتائج مأساوية. أفاد الدكتور عدنان راضي في مستشفى العودة في قطاع غزة: ” هنالط ارتفاع حاد في معدل حالات الحمل عالية الخطورة والمضاعفات المتعلقة بالولادة المبكرة، وزيادة في حالات الإجهاض ومشاكل مثل الالتهابات، والإنتان، والنزيف، والإسهالوغيرها من المضاعفات” . أصبح الوصول إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية الكافية مستحيلاً في غزة، حيث علقت إحدى المسؤولات عن مركز صحة المرأة قائلاً: “إن إدخال اللولب غير ممكن بسبب عدم تعقيم المواد التي يحتاجها الطبيب”
عبء العمل والمسؤوليات الإضافية: تولت النساء اللواتي يعشن في مخيمات النزوح في غزة أعمالاً تتطلب جهداً بدنياً وتستغرق وقتاً طويلاً لتدبير أمور أسرهن في منطقة الحرب، بدءاً من حمل عبوات الماء الثقيلة ونقلها إلى خيامهن إلى الطهي على النيران المكشوفة، مع القيام في الوقت نفسه أيضاً بمسؤوليات رعاية إضافية. إن النساء في غزة هن آخر من يتناولن الطعام وأقل ما يأكلن لضمان إطعام الآخرين في الأسرة بسبب النقص الحاد في الطعام ، وعلقت هالة، الموظفة في مؤسسة التحالف من أجل التضامن : ” أسوأ شيء تفعله النساء، أنهن أنفسهن الترتيب الأخير على قائمة كل شيء حيث تقلل من أولوياتها وتعتني بالآخرين”.
القيادة النسوية في خضم الأزمة : على الرغم من هذه التحديات الهائلة، تقلدت المرأة الفلسطينية إلى أدوار قيادية هامة داخل مجتمعها، تنوعت ما بين إدارة مخيمات النزوح والدعوة إلى توفير الموارد، تقود النساء بشكل فاعل الجهود المبذولة لإعادة بناء غزة. سميرة، مديرة مخيم الاستقامة، حولت حزنها الشخصي إلى دعم مجتمعي، قائلة: ” بعد أن فقدت أطفالي وبيتي، أخذت على عاتقي أن أسعى جاهداً لمساعدة النازحين” .
على الرغم من سنوات العمل الطويلة وخبرتهن الفريدة في دعم المجتمع الفلسطيني، إلا أن المؤسسات التي تقودها النساء في فلسطين غالبًا ما يتم تهميشها، حيث علقت فرحة، التي تدير مؤسسة نسوية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية: “يتم تهميش المؤسسات التي تقودها النساء إلى حد ما. هناك لا توجد رؤية حقيقية حول كيفية إشراكهن”.
يدعو التقريرإلى إشراك المرأة الفلسطينية بشكل فعال في جميع مفاوضات السلام والحوارات السياسية المتعلقة بمستقبل المنطقة، والاعتراف وإدراك النساء على أنهن عوامل أساسية للتغيير في تعافي غزة”.
تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري: “تواجه النساء والفتيات في فلسطين تحديات فريدة وشديدة مع استمرار الحرب المدمرة في غزة وتصاعد العنف في الضفة الغربية، ولكن وسط هذه الأزمات يظهرن صمود كبير كقياديات ناشئات يكتسبن ثقة مجتمعهن”.
يجب ألا يتم تهميش أصوات النساء وآرائهن . لقد حان الوقت للفاعلين الدوليين والمحليين لتقييم المساهمة الأساسية للمرأة من خلال زيادة التمويل للمؤسسات التي تقودها النساء وضمان حصول المرأة على مقعد ومركز على الطاولة عند اتخاذ قرارات حاسمة بشأن فلسطين ومستقبلها.
ليس من الضروري فقط أن يتم سماع أصوات النساء الفلسطينيات فحسب، بل من المهم أيضا أن يجب العمل على أساسها في ظل استمرار الحرب في غزة وتصاعد العنف في الضفة الغربية. تدعو منظمة أكشن إيد إلى زيادة التمويل بشكل عاجل للمؤسسات التي تقودها النساء، والتي تعتبر خبرتها وقيادتها أساسية لجهود التعافي وبناء السلام. يجب أن يكون للنساء دور مركزي في جميع مفاوضات السلام وعمليات إعادة الإعمار، مما يضمن أن تكون وجهات نظرهن وحلولهن الفريدة جزءًا من بناء مستقبل مستدام لفلسطين.
يرجى الضغط على الرابط التالي، لقراءة التقرير كاملا
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لم تدخر الطالبة ملاك الحنبلي، ابنة مدينة نابلس، جهدا في تقديم ما تلقته من علوم خلال سنوات دراستها خاصة اللغة الانجليزية بعد أن حصدت معدل 95 علمي في امتحان شهادة الثانوية العامة في فلسطين، لتقدم الفائدة لأقرانها الطلبة حيث قامت بإنشاء قناة يوتيوب لتقديم معلومات وافية وشروحات كاملة عن اللغة الإنجليزية لاسيما وأنها التحقت لدراسة تخصص الإنجليزي في جامعة النجاح الوطنية لتطوع قناتها إبان الحرب والعدوان على قطاع غزة لتكون مبادرة خاصة موجهة لدعم الطلبة وتمكينهم في هذا المجال بعد أن حرموا الدراسة.
وفي إطار تسليط الضوء على المبادرات المميزة حاورت “أنتِ لها” الطالبة ملاك الحنبلي للتعرف أكثر عن قناتها والدور الذي تقدمه.
أنتِ لها: من هي الطالبة ملاك الحنبلي؟
ملاك الحنبلي : ملاك حنبلي من نابلس عمري 19 وحصلت على معدل 95.1 في الفرع العلمي في امتحان الثانوية العامة، وتخصصت بدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها فرعي ترجمة في جامعة النجاح الوطنية.
أنتِ لها: ما هي مبادرتك ومن أين كانت الفكرة وكيف تبلورت؟
ملاك الحنبلي: الفكرة تمحورت خلال دراستي في الثانوية العام حيث كنت طالبة في التوجيهي وكنت أتمنى رؤية قناة تقدم شرحا للغة الانجليزية بشكل مبسط وسهل. وقد ساعدني على تبلور الفكرة الظروف التي نعيشها في فلسطين من حيث الظروف السياسية الصعبة وكذلك الظروف الاقتصادية، فكان تبلور الفكرة لخدمة وطننا بطريقتي ومقدرتي الخاصة.
أنتِ لها: ومن ساعدك فيها وكيف كانت الإنطلاقة؟
ملاك الحنبلي: ساعدني فيها عائلتي الصغيرة حيث أحضر لي والدي المعدات اللازمة أهمها اللوح التفاعلي الذكي والإضاءات ويساعدني في التنسيق للإتصالات مع الشخصيات التي أقوم باستضافتها في القناة، كما تقدم لي والدتي المساعدة أيضا بالإعداد والتقديم وشقيقاتي يقدمن لي المساعدة في عملية التصوير والمونتاج، وقد كانت الإنطلاقة عن طريق جهازي الحاسوب وتطورت للوح تفاعلي ذكي.
أنتِ لها: هل من صعوبات وكيف تم التغلب عليها.
ملاك الحنبلي: الصعوبات تمثلت بإعداد الفيديو من ناحية المونتاج والإضاءة لكن بالتدريب خطوة بخطوة بالمونتاج صار الموضوع أسهل ووقد استعنت بفنيين لمعالجة مشكلة الإضاءة.
أنتِ لها: ماذا عن الانطباعات كيف كانت وماذا عن التشجيع والاستمرارية؟
ملاك الحنبلي: تلقيت العديد من الردود الإيجابية وإقبال كبير من الطلبة وتصلني رسائل باستمرار وأقوم بالرد المباشر عليها. كما حظيت المبادرة باهتمام إعلامي مميز.
أنتِ لها: هل من رسالة تودين توجيهها للطلبة عموما ولطلبة غزة على وجه الخصوص؟
ملاك الحنبلي: رسالتي للطلبة أن يتحلوا بالأمل والتفاؤل وإن شاء الله تنتهي الحرب وتستقر الأمور وتعود المدارس والجامعات للدوام بانتظام.
وقد حظيت الطالبة ملاك الحنبلي باهتمام رسمي ومؤسساتي واسع حيث لاقت مبادرتها قبول واستحسان العديد من الجهات وقامت باستضافة العديد من المسؤولين والمحافظين.
أكدت أ.منى الخليلي وزيرة شؤون المرأة بأن مؤشرات الإستهداف المباشرة والمقصودة للنساء والأطفال بقطاع غزة، أصبحت في تزايد نتيجة إصرار قوات الاحتلال على قتل النساء والأطفال وتشريدهم من أمكان سكنهم بحسب الإحصاءات الصادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA).
حيث تعاني المرأة الفلسطينية في قطاع غزة من ظروف هي الأخطر والأشد قسوة منذ عقود، والتي تشمل استشهاد آلاف النساء والفتيات (9560 ألف شهيدة من إجمالي عدد الشهداء البالغ 33,091)، بالإضافة إلى حالات الاعتقال، وتردي الأوضاع الصحية والمعيشية، والنزوح، وانعدام المأوى، بالإضافة إلى عدم توافر الغذاء والماء.
وأشارت الخليلي بحسب التقرير المرفق بأن يقدر ما يقارب بنحو 15000 امرأة حامل حالياً في قطاع غزة، 95% منهن لا يتناولن كميات كافية من المغذيات الدقيقة مما يزيد من المخاطر.
وأضافت الخليلي بأنه حالياً ما يقارب 155000 من الحوامل والأمهات الجدد، والأطفال حديثي الولادة، يعيشون ظروف قاسية ونقصاً حاد في الأغذية والمياه النظيفة ونقص الخدمات الصحية في قطاع غزة، إضافةً إلى ما يقارب 690,000 من النساء والمراهقات في قطاع غزة تواجهن تحديات صعبة بسبب النقص بالإمدادات والمنتجات الصحية والمياه النظيفة ومرافق الاغتسال.
وأكدت الخليلي على أنه ما يقارب مليون امرأة نازحة قسراً تواجه مخاطر حماية متفاقمة في مراكز الايواء التي تفتقر إلى الضروريات الأساسية والخصوصية، وسط وجود مكثف للقوات الاسرائيلية والانفصال عن شبكات دعم الأسرة، وحالياً ما يقارب 37 أم تقتل يومياً تاركةً خلفها عائلات مدمرة وأطفال مشردين، و73000 إمراة حامل منهم 8,100 امرأة ستلد الشهر المقبل، وما زالت القيود على الحركة قائمة وتقطيع أواصل المدن مستمر مما يعوق الوصل إلى الخدمات الصحية والاجتماعية الحيوية وحركة الإسعاف وتقديم الخدمات الإنسانية.
هذا وقد تم تشريد 1620 أسرة فلسطينية بينهم 710 أطفال في الضفة والقدس الشرقية بسبب سياسة هدم المنازل التي تتبعها قوات الاحتلال الاسرائيلي.
أكدت وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي على أن أي دعم أو سكوت عن جرائم الاحتلال يخلف مزيدا من الضحايا وخصوصاً من النساء والأطفال. جاء ذلك خلال لقاء الوزيرة بالقنصل البريطاني العام السيدة ديان كورنر في مقر الوزارة في رام الله، وبحضور وكيل الوزارة داود الديك.
واستعرضت الوزيرة الواقع الصعب الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس، وآثار العدوان والابادة الجماعية التي تنفذها دولة الاحتلال ضد شعبنا في قي قطاع غزة، بالتركيز على تداعيات العدوان الإسرائيلي بكافة أشكاله على النساء.
وأطلعت الوزيرة القنصل العام على توجهات الوزارة وأدوراها خصوصا على صعيد رسم السياسات والعمل على سد الفجوات التي تعيق تحقيق المساواة والعدالة بين الجنسين، بكل ما يتطلبه ذلك من سياسات وتشريعات وبرامج لمختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية.
وأكدت على أن الحكومة تولي اهتماما كبيراً وتعطي الأولوية لبرامج الإغاثة والحماية وتعزيز الصمود في كافة الأراضي الفلسطينية وبشكل خاص في قطاع غزة الذي تعاني نساءه من واقع اقتصادي واجتماعي وصحي خطير وغير مسبوق.
وعبرت الخليلي عن قسوة ما تتعرض له الأسيرات سواء في سجون الاحتلال في الضفة أو خلال مراحل الاعتقال والتحقيق في قطاع غزة، حيث ينتهج الاحتلال طرق بشعة تهين كرامة النساء وتفرض عليهن التعري الاجباري والتحرش واستخدام الألفاظ النابية والتهديد بالاعتقال، وهذا دليل واضح عن عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي بالقرارات والقوانين الدولية التي تحمي حقوق الأسرى وقت الحرب وعلى رأسها اتفاقيات جنيف.
وأشارت الوزيرة أن الحكومة والوزارة تبذلان كل الجهود الممكنة لتمكين وحماية وإغاثة النساء وخصوصا في قطاع غزة، بالاضافة الى جهود النهوض بواقع المرأة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وأكدت على أن المعركة الأساسية للنساء وللمجتمع الفلسطيني هي معركة التحرر والاستقلال وانهاء الاحتلال وتقرير المصير، وكذلك استكمال النضال النسوي نحو العدالة والمساواة.
وأكدت الوزيرة أن الاحتلال الاسرائيلي هو العقبة الرئيسية التي تحول دون تمتع النساء بكامل حقوقهن بالنظر إلى ما يمارسه الاحتلال من قتل وتدمير وسحق مقومات الحياة وتقطيع الاوصال وتأثير اعتداءاته على كافة مجالات الحياة التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية. وطالبت الوزيرة القنصل العام بالدفع نحو وقف الإبادة الجماعية والعدوان ووقف عاجل ومستمر لإطلاق النار وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
ومن ناحيتها أكدت القنصل العام على رغبة القنصلية العامة البريطانية في التعاون مع وزارة شؤون فيما يخص حماية وتمكين النساء الفلسطينيات. وعبرت عن موقف بلادها الداعم لتحقيق التهدئة وصولا إلى وقف اطلاق نار مستدام.
أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوحدة الإعلامية العربية عن انضمام الطفلة سمية محمد وشاح من قطاع غزة أصغر مراسلة ميدانية والتي تبلغ من العمر احد عشر ربيعا حيث رصد المجلس التقارير المصورة للطفلة سمية عبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي
وصرح هيثم علي يوسف الرئيس التنفيذي للمجلس ان منح عضوية الزمالة للمراسلة الصغيرة سمية يأتي ضمن توجيهات المجلس في دعم وتشجيع مواهب وإبداعات الأطفال المتميزين وخصوصا في ظل الظروف السيئة التي يعاني منها قطاع غزة في حرب الابادة والتجويع بالإضافة إلى سياسة مجلس الوحدة الإعلامية العربية واهتمامه بفئة الأطفال حيث أطلق قبل عامين اكاديمية كواليس لاعلام الأطفال أول أكاديمية اعلامية مخصصة لتدريب الأطفال على الإعلام الاذاعي والتلفزيوني وتدريبهم على كيفية انشاء محتوى هادف في وسائل التواصل الاجتماعي وقام بتنظيم العديد من الدورات وتخريج ما يقارب اربع مائة طفل موهوب في الاعلام التلفزيوني وصناعة المحتوى .
ومؤخرًا أعلن المجلس عن اطلاق جائزة وائل الدحدوح للمراسل الميداني ( فئة الأطفال ) والتي من المتوقع الإعلان عن تفاصيلها بعد عيد الفطر المبارك بتنظيم مشترك بين أكاديمية كواليس لاعلام الأطفال و التطبيق المخصص لأنشطة وفعاليات الأطفال child caps وكان مجلس الوحدة الإعلامية العربية حصل على الإذن الرسمي لتسمية الجائزة وإطلاقها من الزميل وائل الدحدوح الذي أبدى موافقته ودعمه لكل الأطفال المشاركين في المنافسة .
بلا مساجد وبطعم الفقد والنزوح رمضان حزين يطل على قطاع غزة..[spacing size=””]
كتبت ميس حسون
يصادف يوم غد الاثنين الحادي عشر من أذار اول ايام شهر رمضان المبارك, وفي الوقت الذي يحتفل فيه كل العالم بقدوم الشهر الفضيل بالزينة والطقوس الدينية والاجتماعية ,هناك في الشق الاخر من العالم غزة التي تباد منذ اكثر من 5 اشهر , ويُمارس بحق اهلها كل انواع القتل والدمار والفقد والنزوح.
دمر الاحتلال الاسرائيلي كافة المرافق والمباني والمؤسسات والمنازل والمساجد وكل ما له علاقة في تدعيم صمود المواطن واستمرار حياته .
شهر رمضان هذا العام مختلف ايضا على قطاع غزة ففي مقاطع كثيرة موثقة يتسائل الناس في غزة بمختلف اعمارهم واجناسهم كيف سيحل الشهر الكريم على الناس وحال القطاع يرثى له في ظل الدمارالهائل الذي يحيط به , فلا مساجد ولا محال تجارية ولا اسواق تعج بالناس ولا حتى ايضا مواد تموينية وصحية متوفرة , فالقطاع يعاني من مجاعة ممنهجة يمارسها جيش الاحتلال الاسرائيلي على 2.4 مليون مواطن في قطاع غزة.
شبح المجاعة يُرعب اهالي غزة في رمضان ..
في ظل حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي على اهالي قطاع غزة وخاصة في مناطق الشمال المحاصر الذي يعاني ما يقرب من 800 الف نسمة فيه من الجوع المُدقع الذي دق ناقوس الخطر وتجاوز حدود المعقول في ظل صمت عالمي.
وبناء على تصريح من وزارة الصحة في غزة اكدت فيه ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف الى 25 شهيد في قطاع غزة حتى تاريخ هذا اليوم .
وفي مقاطع عدة موثقة يتسائل الغزيين وخاصة في المناطق الاكثر جوعا كيف سيستقبلون شهر رمضان في ظل تفاقم هذه الازمة وعدم توافر المواد الغذائية اللازمة , داعيين العالم الى التحرك الفوري والعاجل لادخال المساعدات وفك الحصار وضمان وصولها الى كافة مناطق القطاع عبر الممرات البرية منتقدين عمليات الانزال الجوي التي تسببت مؤخرا بمقتل 5 مواطنين نتيجة خلل في مظلات صناديق المساعدات.
فرحة وطقوس دينية مبتورة…
منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي تستمر الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والتي طالت ألاتها كل ما من شأنه المساعدة في استمرار وتدعيم الحياة, اغتالت الصواريخ والة الحرب دور العبادة في قطاع غزة ولم يتبقى الا القليل منها يمكن للناس الصلاة فيه واقامة طقوسهم الدينية خلال شهر رمضان المبارك.
اعلنت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في غزة في بيان لها ان الجيش الاسرائيلي دمر الف مسجد واغتال اكثر من 100 داعية وخطيب في القطاع .
An aerial view shows Iraqi worshippers taking part in the Eid Al-Fitr prayer in the Old City of Mosul, in the courtyard of the damaged Umayad mosque, early on May 13, 2021, to mark the end of the Muslim holy month of Ramadan. (Photo by Zaid AL-OBEIDI / AFP)
واشارت الوزارة في بيانها الى ان الاحتلال الاسرائيلي دمر كلياً او جزئياً الف مسجد من اصل 1200 بما في ذلك المساجد الاثرية التي كانت تحمل عبق التاريخ وتجسد عراقة الهوية الفلسطينية , ولم تسلم الكنائس ايضا حيث دمر الاحتلال كنيسة الروم الارثوذكس وعدة مرافق ادارية ولجان زكاة ومدارس تعليم القران ومقر البنك الوقفي.
وخلال مقاطع موثقة عديدة ظهرت والغزيين يؤدوون الصلاة في الطرقات وعلى انقاض دور العبادة المدمرة , وعبر البعض منهم عن الحزن الذي يعتريهم بسبب فقدان المساجد وافتقادهم لصوت الاذان الغائب في ظل الحرب المستمرة على القطاع .
وعبر الغزيين خلال المقاطع الموثقة عن فرحتهم المنقوصة بقدوم الشهر الفضيل الذي يحل عليهم في حالة من الفقد المؤلم لافراد عائلاتهم , وغياب ادائهم للطقوس الدينية والاجتماعية.
صمود وتحدي…
ورغم كل المأسي والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها اهالي قطاع غزة ,الا ان الغزيين يواجهون كل ذلك بصمودهم, هذا ما اظهرته مقاطع الفيديو الموثقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ,حيث ظهرت مقاطع لغزيين في شمال القطاع يزينون حاراتهم المدمرة كلياً او جزئياً لاستقبال شهر رمضان في صورة تجسد صمود الغزي وتحديه لكل هذا الدمار وهذه الحرب التي لازالت تفتك باهالي القطاع عامة .
وفي مقاطع اخرى انتشرت ظهر فيها اهالي رفح والنازحيين في الخيام وهم يقومون بتزيين الخيام التي يسكنوها بزينة رمضان في خطوة لاسعاد الاطفال والتخفيف من معاناتهم .
يحتفل العالم في الثامن من اذار من كل عام بيوم المراة العالمي ,حيث يقام هذا اليوم للدلالة على الاحترام العام والتقدير للمراة وانجازاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
هذا العام هو عام مختلف على النساء في قطاع غزة , حيث تفاقمت معاناة النساء مع استمرار الحرب الاسرائيلية على القطاع منذ ما يقرب من خمسة اشهر .
فما بين نزوح وتهجير قسري وقتل وظروف انسانية واجتماعية واقتصادية قاسية تعيشها النساء في غزة, وفي ظل نقص تام للمواد الصحية والغذائية تفتقد النساء مع كل تلك الظروف خصوصيتهن في كل ما يتعلق بجوانب حياتهن .
في تقرير لها حذرت هيئة الامم المتحدة من اثار هذه الحرب على النساء في قطاع غزة , ووصفت ان هذه الحرب هي حرب على النساء اللواتي لا زلن يعانيين من اثارها المدمرة , حيث ان هذه الحرب لا تستثني احداً ولا تفرق بين رجل او امراة .
واعلنت هيئة الامم المتحدة ان الحرب على غزة حتى الان قتلت 9000 الاف امراة , مرجحة في تقريرها ان يكون عدد النساء الضحايا اكثر من ذلك بسبب وجود العديد من جثث النساء تحت الانقاض.
واشارت الهيئة على ان كل يوم تستمر فيه الحرب بالمعدل الحالي سيتواصل قتل 63 امراة في المتوسط , وهذا ما يعكس الواقع الاجرامي الذي تعيشه النساء في ظل هذه الحرب , حيث تقتل 37 امراة يوميا الامر الذي يؤدي الى دمار حياة اسرهن ويقلص من حماية اطفالهن.
وافادت هيئة الامم المتحدة ان 4 من كل 5 نساء اي ما يعادل 84% يتولين مهمة جلب وتحضير الطعام , وانهن اخر واقل فرد ياكل في العائلة وذلك لتفضيلهن اطعام الطعام لاطفالهن اولاً.
واشارت الهيئة في تقريرها ايضا ان 9 من كل 10 نساء اي ما يعادل 87% يجدن صعوبة اكبر في الحصول على الغذاء مقارنة بالرجال , ويبحثن عن الطعام اما تحت ركام المنازل او في القمامة .
ودعت هيئة الامم المتحدة في ختام تقريرها الى ضرورة وقف فوري لاطلاق النار لاسباب انسانية والا فان استمرار الحرب يعني قتل مزيد من النساء والاطفال في الايام والاسابيع المقبلة , وشددت على ضرورة توقف تدمير البنية التحتية ودخول المساعدات الانسانية الى القطاع .
وبينما يحتفل العالم بيوم المرأة فان المراة الفلسطينية وتحديدا في قطاع غزة تعاني من هول احداث الحرب المستعرة على القطاع دون اي حماية للنساء او تلبية لمطالبهن واحتياجاتهن, حيث افاد تقرير هيئة الامم المتحدة ان هناك تراجع كبير لعمل المنظمات المعنية بحماية النساء في غزة حيث تعمل 10 من اصل 12 منظمة نسائية شملها الاستطلاع بشكل جزئي ,كما وتم تخصيص اقل من 1% من التمويل الذي تم جمعه خلال العام المنصرم 2023 من منظمات حقوق المراة الوطنية والمحلية , ودعت الهيئة الى ضرورة توجيه التمويل لهذه المنظمات لتكون قادرة على تلبية احتياجات النساء واسرهن في قطاع غزة .
Comments