كشفت الشرطة والنيابة والعامة في محافظة رام الله والبيرة مساء اليوم السبت جريمة مقتل الشاب محمود هاني ابو دهيم (23 عاما) من سكان قرية الطيرة غرب رام الله، وقبضت على شخصين مشتبهين بارتكاب الجريمة.
وقال الناطق الإعلامي باسم الشرطة، العقيد لؤي ارزيقات، بأنّ: “شرطة رام الله أُبلغت فجر اليوم السبت عن وجود شاب من سكان قرية الطيرة، غرب رام الله، متوفيا داخل منزل والده في بلدة بيتونيا، وعلى الفور تحركت قوات من الشرطة للمكان وتم نقل جثمانه الى المستشفى باسعاف الهلال الأحمر وبالكشف الظاهري لم يستطع الأطباء تحديد سبب ال وفاة . وباشرت الشرطة والنيابة العامة اجراءات التحقيق فيما قرر وكيل النيابة التحفظ على الجثمان واحالته لمعهد الطب العدلي للتشريح للوقوف على اسباب الوفاة الحقيقية”.
وأضاف ارزيقات بأن: “المباحث العامة أوقفت والد المتوفى وزوجته بعد الإشتباه بهما وبسماع اقوالهما من قبل ضباط ادارة المباحث العامة، حيث أفادا أنهما قاما بدس السم له بالزيت والذي تناوله وادى لوفاته. هذا وتم توقيفهما لحين استكمال الإجراءات القانونية واحالتهما للنيابة العامة”، وفقا لما قاله.
قتل بلا رادع
وليست هذه القصة الأولى التي تحدث دون رادع للقتلة بعقوبة يشهدها القاصي والداني، الأمر الذي يجعل حواث القتل في فلسطين تتكرر بشكل شبه يومي، الطرق متعددة والنتيجة واحدة “أرواح تزهق، وقتلة بلا عقاب، وقانون يحمي القاتل لا المقتول”.
ضجت فلسطين صباح اليوم السبت، تحديداً منطقة بيتونيا، بالعثور على جثة الشاب محمود هاني (23 عاماً)، في منزل والده متوفياً، حادثة مؤلمة وموجعة، شاب في مقتبل عمره لا يمكن له الاقدام على الانتحار رغم أن الظروف التي يعيشها الشباب الفلسطيني باتت تقودهم للتفكير بالخلاص، ولكن محمود لا بد أنه ما زال يحيك أحلاماً وينسج أيامه لتحقيقها، خاصة وأنه لا يزال في مطلع الشباب، ولكن وفاته لم تكن طبيعية بالتأكيد، إنما مات مقتولاً.
أظهرت التحقيقات التي كشفتها الشرطة الفلسطينية بعد نحو عشرة ساعات من اكتشاف الحادثة، أن محمود قتل بالسمّ على يد والده وزوجة والده، حيث اعترفا بأنهما وضعا له السمّ في الزيت، وبعد تناوله للزيت توفي على الفور، ما يدلل أن السمّ كان بفاعلية عالية ومركزة جداً، على عكس فاعلية القوانين التي لم تشكل ولو ليوم واحد رادعاً لكل مَن يفكر بالقتل أو ارتكاب جريمة ما.
حالة من الذعور تصيب العقل كلما حاول التفكير بضمير وقلب وانسانية الأب الذي قرر قتل ابنه بالسم أو بالأحرى بالزيت، بالاتفاق مع مكر زوجته، أي أب هذا ! تماماً يشبه قلب والد الفتاة الفلسطينية سوار قبلاوي من أم الفحم والتي ألقى بها والدها وشقيقها من الطابق الثالث في تركيا حيث تدرس الطب، وبلا رحمة أعادا خنقها ثم رميها مجدداً ليتأكدا من موتها، ثم يعودان للحياة وكأنهما لم يقتلا بشراً ولم يسلبا روحاً، تماماً كآخرين قاموا بجريمة بالقتل، ولم يأخذ القانون عقوبة ضدهم، وبقي المقتول بلا قانون يأخذ مجرى عدالته.