يعيش أهالي قطاع غزة أجواء شهر رمضان المبارك تزامنًا مع انقطاع التيار الكهربائي اللازم لإضاءة المنازل أو استخدام الأجهزة اللازمة في إعداد وجبتي السحور والفطور، وسط أزمة متفاقمة في مجال الطاقة وارتفاع في درجات الحرارة.
تذمر شديد
الحاجة الفلسطينية أم جواد تستيقظ عند الساعة الثانية والنصف فجرًا لإعداد وجبة السحور في الظلام الحالك، وقبل أن تترجل عن سريرها تستفتح نشاطها بـ “حسبنا الله ونعم الوكيل” في إشارة إلى تذمرها من الواقع المأساوي الذي تعاني منه معظم الأسر في قطاع غزة.
وتروي الستينية التي تهم إلى مطبخها ليلًا، حاملة في يدها كشّافًا صغيرًا لتبصر به ما تود تجهيزه لأبنائها: “نتعكز على ضوء البطارية الصغيرة (الليدات) للوصول إلى المطبخ والبدء في تحضير السحور، لا أعرف إلى متى ستستمر أزمة الكهرباء في غزة”، لا فتة إلى عدم وجود استقرار في جدول توزيع الكهرباء في منطقة سكناها.
وتضيف أم جواد: “نذهب يوميًا إلى السوق لشراء حاجيات مفترض أن تكون في الثلاجة على مدار شهر رمضان، إلا أن الكهرباء حرمتنا من وجودها لأنها تتلف بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة”، بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو في غزة خلال النهار.
إحراج وإرهاق
أما عن ما بعد الإفطار حدثتنا السيدة أم أسامة بغضب عن عدم الحصول على الكهرباء في وجبتي الفطور أو السحور أو في كليهما، قائلة: “أضطر لإنهاء أعمالي المتعلقة بالجلي والتنظيف بعد الانتهاء من الإفطار على العتمة غالبًا أو على كشاف الجوال في حال كانت بطاريته مشحونة”، مشيرةً أن ذلك يتسبب في تركها لبعض الأطباق المتسخة لنهار اليوم التالي لتنظيفه جيدًا.
وعادة ما يشتهر قطاع غزة بكثرة الولائم والإفطارات الجماعية في شهر رمضان الفضيل، إلّا أن تلك الميزة باتت تشكل عبئًا على السيدات اللواتي يشعرن بالإحراج جراء انقطاع الكهرباء أو نفاذ شحنات البطاريات، الأمر الذي يدفع الضيوف إلى المغادرة، وهذا ما شددت عليه أم أسامة في حديثها “صرنا نخاف نعزم أقاربنا لأنه الكهرباء غير متوفرة، ولا تكفي البطاريات لإضاءة الليدات لوقت كاف، وبالتالي قررنا إنه ما نستضيف أحد منعًا للإحراج، لحين توفير وسيلة إضاءة مناسبة”.
أزمة الكهرباء متواصلة
وتعتمد شركة توزيع الكهرباء جدولًا ينفر منه الكثير من الغزيين، حيث يتم إمداد محافظات قطاع غزة بأربع ساعات وصل مقابل 16 ساعة قطع، مرجعةً السبب في ذلك إلى تعطل الخطوط المصرية، وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء نتيجة تأثر الجباية بالوضع الاقتصادي المتردي وعدم صرف رواتب موظفي السلطة.
وشدد مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بغزة محمد ثابت أن الشركة تحاول توزيع كمية الطاقة المحدودة على كافة مناطق قطاع غزة بالتساوي خلال فترات الإفطار والسحور، إلا أن تزايد الأحمال في شهر رمضان يحول دون ذلك، مؤكدًا عدم وجود حل آني لأزمة انقطاع الكهرباء.
وتبقى مشكلة الكهرباء كابوسًا يطارد سكان قطاع غزة، لا تعرف صائمًا ولا قائمًا أو حتى كبيرًا أو صغيرًا، فإلى متى سيظل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة رهينة الأزمات، يعيش وضعًا مأساويًا دون غيره من شعوب العالم؟.
(بال بلس)