تقول خبيرة التطريز آلانا أكون: «عندما يكتشف الناس أنني أمارس فن التطريز تكون ردود فعلهم متنوعة، البعض يقولون: يا لها من صدفة! أنا أيضاً أمارس التطريز. وآخرون يخبرونني: رائع، هل يمكنكِ أن تصنعي لي سترة؟ أو في بعض الحالات الأخرى يصرحون: في الماضي، حاولت تعلم هذا الفن ولكن الأمر كان صعباً؛ ولذلك توقفت».
تمارس آلانا فن التطريز منذ 20 سنة، وعلمت صديقاتها وزميلاتها وحتى الغرباء هذا الفن. أصبح جزءاً من هويتها وطريقتها في التعبير عن هذا العالم، حتى إنها ألّفت كتاباً حوله.
غالباً ما تسمع آلانا الناس يتحدثون عن صعوبة التطريز وعدم تمكنهم من مواصلة ممارسته، وتمنع نفسها من التحدث ساعات وساعات حول فوائد التطريز فيما يتعلق بتهدئة النفس وتحسين المزاج، واستعراض كل تلك الدراسات العلمية، حول دور التطريز بالإبرة في خفض مستويات هرمونات التوتر بالجسم، وكيف أنه يساعد على التخلص من الإدمان، ويحمي الإنسان أيضاً من بعض حالات فقدان الذاكرة.
الاعتقاد السائد بأن بعض الناس بكل بساطة لا يمتلكون البراعة اليدوية؛ ولذلك لا يمكنهم التطريز، أمر لطالما حاولت آلانا تصحيحه، ففي الواقع أي شخص يمكنه القيام بذلك.
الأمر يبدو بسيطاً، فلماذا يستسلم الكثيرون؟
تجاوب آلانا في مقال على صحيفة The New York Times: «لا أحد يعرف السبب. يتخلى الأفراد عن متابعة القيام بأمر ما لأسباب متنوعة. ولكن هناك خطآن منتشران من السهل تجنبهما؛ حتى لا يواجه المتدرب الجديد ومدربه صعوبات في خضم تعلم فن التطريز».
انطلاقاً من الثقافة والحكمة الشعبية الشائعة، فإن أول مشروع يجب أن نعمل عليه هو صنع وشاح. لا تفعلوا ذلك!
تحتاج الأوشحة وقتاً طويلاً حتى تكتمل، كما أنها سبب لارتكاب العديد من الأخطاء، والأكثر من ذلك، لا أحد يرغب في القيام بذلك.
وتقول آلانا لكل من استسلموا في وقت مبكر، إن «تخليهم عن فن التطريز كان في الواقع رغبة في التخلص من تطريز وشاح لم يحبوه».
ابدأي بقبعة لا وشاح.. وأهديها إلى شخص عزيز
عوضاً عن ذلك، بعد أن تتمكني من إتقان أساسيات التطريز، حاولي أن تصنعي قبعة. يستغرق هذا الأمر وقتاً أقل بكثير، والأخطاء لا تظهر بشكل واضح، والقبعات يحبها الجميع.
وفي حين أنها قد تكون أكثر تعقيداً، ولكن هذا يعني أنك ستتعلمين الكثير من الأشياء من أول تجربة عملية لك.
ويكمن السبب الآخر الذي يجعل المتعلمين الجدد يستسلمون مبكراً، في أن بعض المشاريع يمكن أن تطول كثيراً وتصبح مملة؛ ولذلك يجب عليك أن تلزمي نفسك بسقف زمني محدد.
ربما ترغبين في أن ترتدي الشيء الذي تقومين بتطريزه في رحلتك القادمة أو تمنحيه هدية لشخص عزيز عليك في عيد ميلاده.
وأخيراً، يجب عليك أن تتقبلي حقيقة أنه من الطبيعي أن يفشل الإنسان في القيام بأمر ما عندما يكون مبتدئاً. ويتمثل المشكل في أن بعض البالغين لا يحبون تجربة الأشياء الجديدة، على الرغم من أنه من الطبيعي جداً أن يكون أداؤنا سيئاً في الأسبوع الأول والثاني، وبعد ذلك نشرع باستيعاب الأمر وإتقانه.
كيف تبدئين مع اللوازم.. زوري المتجر وتواصلي مع البائعين
يجب أن تذهبي للتعرف على محل بيع لوازم الخياطة القريب منك. غالباً ما تكون المحلات الصغيرة والمستقلة أكثر حميمية وراحة رغم أنها قد تكون أعلى سعراً، أما المحلات الكبرى مثل Michaels وJOANN، عادة ما تكون أسعارها أقل ولكنها تفتقر إلى جانب خلق أي روابط إنسانية بين البائع والمشتري.
في حال لم تكوني قادرة على التنقل بنفسك، يمكنك أن تطلبي هذه اللوازم عبر متجر إلكتروني مثل WEBS، الذي يعرض تشكيلة ضخمة ومتنوعة من الخيوط والإبر والتصاميم المناسبة لكل الشرائح، وهناك أيضاً متجر Knitpicks، الذي يعرض لوازم محلية الصنع بأسعار مناسبة.
ومن الأفضل أن تزوري المتجر القريب منك قبل أن تشتري؛ لأنك لن تقومي فقط بقضاء وقت طويل في هذا الأمر؛ بل لأنك سترغبين في التعرف على المنتجات وتجربتها.
بالنسبة للمشاريع الأولى، فمن الأفضل أن تختاري خيطاً من الحجم المتوسط، مثل النسيج الصوفي، فهو ليس رقيقاً جداً مثل خيط تنظيف الأسنان، ولا سميكاً مثل الحبل.
احرصي أيضاً على قراءة التعليمات المكتوبة لتعرفي حجم إبر التطريز التي تحتاجين إليها؛ لتتناسب مع حجم الخيط (عادة تكون من 6 إلى 9). ولا تقلقي كثيراً حول الإبرة التي ستستخدمينها لأول مرة، حيث يعتبر الحجم أكثر ما يهم، أما المادة التي صنعت منها (البلاستيك، أو الألومنيوم أو خشب الخيزران) وشكلها (مستقيمة أو دائرية)، كلها مسائل متعلقة بالذوق والخيارات.
اشتريت كل اللوازم، ماذا تفعلين الآن؟
حان الوقت لتحديد أي نوع من المتدرّبات أنت.
إذا كنتِ من النوع الذي يفضل التعلم بشكل مباشر وداخل مجموعة ولا يمانع من صرف بعض المال يمكنك أن تتواصلي مع متجر لوازم الخياطة القريب منك؛ لمعرفة الزمان والمكان الذي يتم فيه تدريب المبتدئين.
أحياناً تكون تكلفة هذه الدورة فقط شراء اللوازم من هذا المحل، ولاحقاً تتم إضافة مبلغ مالي إذا كانت دورة التدريب أكثر كثافة وأطول مدة.
توجد العديد من المكتبات والمؤسسات الدينية والجمعيات المدنية التي تنظم مجموعات للتدرب على التطريز، إضافة إلى منصات على الإنترنت مثل Meetup.com.
أما إذا كنت تفضلين التدرب رفقة شخص ما، يمكنك العثور على صديق أو أحد الأقارب أو جار على استعداد لتعليمك الأساسيات.
قد تكونين ممن يرغبون في التعلم بمفردهم، وفي هذه الحالة يجب عليك استثمار بعض المال، من أجل الاشتراك في حصص تدريب على الإنترنت، مثل التي يقدمها موقع Craftsy، الذي يقدم شروحات بالفيديو وتعليمات خطوة بخطوة للمتدربين من كل المستويات.
يمكنك قبل البداية في اكتشاف هذا الفن أخذ لمحة عن أسلوب كل مدرب، لتعرفي من الذي تناسبك سرعته وطريقة شرحه، وهذا أمر مهم؛ لأنك ستحتاجين لإعادة مشاهدة كل فيديو عدة مرات قبل أن تتمكني من إتقان المهارات.
إذا كنت تفضلين التعلم من خلال كتاب، أنصحك بشراء كتاب «الكتيب اليدوي لفن التطريز» للكاتبة ديبي ستولر. فقد تعلمت من هذا الكتاب كل شيء نسيت جدتي أن تعلمني إياه، مثل قفل غرزة السترات، وكل المعطيات مكتوبة بشكل بسيط ولغة سهلة الفهم.
يمكنك أيضاً أن تشتري معدات مجهزة سلفاً ومعها توجيهات للمبتدئين، على غرار التي تباع على موقع We Are Knitters. ولكن يجب الانتباه إلى أن مثل هذه المعدات تكلف مبالغ أكبر بكثير، في حين أن ميزتها تكمن في أنها مصممة للاستخدام السريع والسهل، وجودتها عالية.
وإذا كنت غير مستعدة أو غير قادرة على دفع المال، هناك العديد من الموارد من مواقع الإنترنت المجانية رغم أنها تفتقر إلى الكثير من الميزات، وترتفع معها احتمالات الاستسلام المبكر.
هناك مقاطع فيديو في موقع KnittingHelp.com، وهي واضحة ومنظمة بشكل جيد. وتماماً مثل موقع Craftsy، فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت لإيجاد المدرب المناسب لك.
حان وقت الجلوس والشروع في التطريز
أهنئك لقد أصبحت جاهزةً للتطريز.
في البداية، ينبغي لك أن تخصصي جزءاً من جدول أعمالك حتى تجدي الوقت اللازم للتدرب على طريقة التعلم التي اخترتها. يجب ألا يقل هذا الوقت عن ساعتين، مع الحرص ألا تقع مقاطعتك أو تشتيت انتباهك (رغم أنك سرعان ما ستجدين نفسك بصدد التطريز والاستماع للراديو أو للتلفزيون). عندما تكونين بصدد خوض تجربة التطريز في البداية، حاولي أن تقومي بعدة حصص تطريز في وقت قصير، مع العلم أن النسق الجيد يقتضي عادة 3 مرات في الأسبوع.
امنحي نفسك الوقت لتعلم التقنيات التالية:
عقدة البداية، والغرزة المتماسكة، والحبك بغرزات معكوسة، إضافة إلى التخلص من الغرزات، وعقدة النهاية أو قفلة الكروشيه. لإتقان كل واحدة من هذه التقنيات، لا بد من القيام ببعض المحاولات وارتكاب الأخطاء، ولكن عندما تفهمينها جيداً، ستتمكنين من إنجاز كل الأساسيات التي يقوم بها المبتدئون (لا تنسي أخذ استراحة بهدف تحريك يديك).
عندما تتقدمين في تدريبك وتشرعين في البحث عن مصادر إلهام، يمكنك إنشاء حساب في موقع Ravelry، الذي يمثل شبكة تواصل اجتماعي للتطريز، يوجد فيها 5 ملايين مستخدم.
هناك أيضاً تصميمات مجانية ورائعة يتم تبويبها حسب مستوى الصعوبة والشعبية، إضافة إلى قاعدة بيانات متكاملة من محلات بيع لوازم التطريز، وهناك منتديات لمساعدة المستجدين وأصحاب الخبرة أيضاً، إلى جانب مَعارض ومشاريع، فاشلة وأخرى ناجحة. يعد موقع Ravelry، المكان الأنسب لاستعراض عملك، تماماً مثل إنستغرام وفيسبوك.
يمكنك الآن زيارة هذا الموقع والاستمتاع بهوايتك المفضلة، حيث إن متعة التطريز ليست ما تصنعينه بنفسك؛ بل ما يربطك بالآخرين.
عبارات شائعة يجب أن تعرفيها
الأهداف غير المحققة: بعض المشاريع مقدَّر لها أن تبقى معلَّقة للأبد، حيث تبقى القطعة التي يتم تطريزها غير مكتملة حتى تقرري أخيراً فك الخيوط وإلغاء المشروع.
الإبر المزدوجة: هذا النوع تحتاجينه لتطريز أشكال دائرية ذات حجم صغير مثل الأكمام والجوارب، ولكن لا تقلقي من هذا الأمر في المرحلة الحالية، حيث تكون غالباً صعبة على المبتدئين؛ لأنك تحتاجين للعمل مع 4 أو 5 إبر في الوقت ذاته. ستصلين لتلك المرحلة لاحقاً.
عقدة البداية: وهي إنجاز أول صف من الغرزات في الإبرة: وهذا الأمر غالباً ما يكون أصعب من التطريز في حد ذاته.
عقدة النهاية أو قفلة الكروشيه: عندما تصلين إلى النهاية وتحتاجين إلى غلق الغرزات؛ حتى لا تتبعثر الخيوط مرة أخرى.
الشكل النهائي: المرحلة التي تأتي بعد إنهاء المشروع، حيث يتم تعريض القطعة للبخار ويتم الضغط عليها بلطف أو تقويمها باليدين حتى تأخذ الشكل والمنظر الذي نرغب فيه.
قطعة القياس: المرحلة التي تأتي قبل بداية المشروع التي يتم فيها تطريز قطعة صغيرة من النسيج بالإبر والمواد المزمع استخدامها، والغرض من هذه هو الحساب الدقيق لعدد العقد في كل إنش، حيث يختلف هذا الأمر من شخص لآخر.