بلا شك أنّ الوالدين يواجهان أثناء التربية الكثير من المصاعب حيث تظهر بعض العادات السلبية لدى الأطفال، وإحدى العادات التي قد تُسبب إزعاجاً أو إحراجاً للأهالي، هي سخرية الطفل من الآخرين، فما سبّب نشوء هذه العادة وكيف يتعامل الوالدين تجاه ذلك؟.
يجيبنا على هذه التساؤلات المستشار التربوي الدكتور/محمد العامري، فيقول: “الطفل في مرحلة ما قبل دخول المدرسة يبدأ بإضافة كلمات جديدة لمعجمه، ويبدأ في عملية التواصل مع الآخرين بطرق مختلفة، فيُدرك وجود جمل وكلمات معينة يمكنها أن تثير لدى الآخرين ردود أفعال كبيرة تجذب الانتباه إليه، وهناك نوع من الأطفال لا يُدرك مدى تأثير كلامه على الآخرين.
وهناك العديد من العوامل التي قد تجعل طفلك يسخر من الآخرين، أبرزها التالي:
1- قد يشعر طفلك بالغيرة من الطفل الآخر، أو قد يتنافس معه للحصول على انتباهك واهتمامك.
2- إذا كانت عائلة الطفل أو أشقاؤه أو أصدقاؤه أو برامج التليفزيون أو الألعاب الإلكترونية في الهواتف اللوحية تتبع أسلوب السخرية من الآخرين وعدم احترامهم بشكل مباشر أو غير مباشر، لذا يرى الطفل أن تصرفه بهذا الشكل أمر مقبول وطبيعي.
3- يجب أن تدرسي وتنظري للوضع في المنزل، وطريقة تعامل العائلة مع بعضها البعض، فقد يكون والد الطفل يسخر منه لدرجة تجعل الطفل يبكي ثم يتقمص هذا الأسلوب.
وإليك بعض الخطوات لمواجهة هذه العادة لدى الأبناء:
1- يجب على كل أمّ أن تدرك بأنّ تلك السخرية أو المضايقات البريئة يمكنها أنّ تُحول الطفل لمتنمر، وخاصةً إذا كان الطفل صغير السن ولا يعرف كيف يتحكم في المواقف المختلفة.
2- يمكنك أن تسألي طفلك لماذا يتصرف بتلك الطريقة الجارحة للآخرين، وماذا سيكون شعوره إذا سخر أحد منه.
3- يجب على الأم أن تدرك أن التغيرات الكبيرة في حياة الطفل مثل طلاق والديه أو ولادة شقيقه الصغير أمور قد تجعله يتصرف بهذا الشكل.
4- تحدثي مع طفلك كيف أن كل شخص يختلف عن الآخر في طريقة كلامه وفى ملبسه، وكون الشخص الآخر مختلفاً عنه فإنّ هذا الأمر لا يعنى أن السخرية منه أمر مقبول، بل لابد أنّ يتعايش معهم.
5- إذا كان طفلك يسخر أو يضايق شقيقه الأصغر منه، فهذا الأمر لا يعنى أنه يشعر بالغضب تجاهه ولكنه قد يحاول لفت انتباهك، لذا يجب أن تخصصي لطفلك الأكبر وقتا تقضيانه سوياً بمفردكما.
6- ساعدي طفلك على التفريق ما بين المزاح والسخرية لدرجة جرح مشاعر الآخر.
7- علمي طفلك ألا يسخر من الآخرين بسبب أمر لا يستطيعون التحكم فيه، كذوي الاحتياجات الخاصة.
8- تأكدي من عدم تعرض طفلك لأحد أنواع السخرية والمضايقات وحاولي رؤية المشكلة من وجهة نظر الطفل والاستماع له بانتباه واهتمام، وتحدثي معه عن تجارب في هذا السياق.
9- أخيراً يجب أن توضحي لطفلك أن التحدث معه حول سلوكه السيئ ليس لإذلاله أو إحراجه، ولكن لمنعه من جرح مشاعر الآخرين.