تضج مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بتفاصيل حادثة انتحار شابة من قرية صور باهر في القدس المحتلة، عقب تعرضها للابتزاز من صديقتها وشقيق صديقتها، وإعلان أهالي البلدة إهدار دم الشاب المُبتز، وهي الواقعة التي نتجت عنها اشتباكات عنيفة في القرية.
بدأت القصة قبل سنتين، عندما قررت نهى أحمد عميرة (31 عامًا) إكمال تعليمها، وانتسبت لكلية بعد سنوات من زواجها لمساعدة زوجها وأسرتها، إذ تزوجت عندما كانت في الـ16 من عمرها، وهي – لحظة وفاتها – أم لطفلين ولد (14 عامًا) وبنت (12 عامًا).
وخلال دراستها تعرفت نهى، على هديل أبو طير، وهي شقيقة الشاب محمد عيسى أبو طير الذي يوجد بينه وبين شقيقها مشاكل سابقة، وصلت إلى تهديده بالانتقام من عائلة الفتاة عميرة، فيما لم تكن نهى على علم بأن هديل هي شقيقة محمد.
تقول نهى في وصيتها التي كتبتها قبل انتحارها، إن صديقتها دعتها في أحد الأيام إلى منزلها لتناول طعام الغداء، إلا أنها فقدت الوعي عقب تناولها الطعام ولم تعلم ما حدث معها عندما استيقظت.
وتضيف، “عقب ساعات من هذه الحادثة وصلتني أول صورة لاستفزازي (..) بلشت أرسل مصاري وأبيع ما أملك من ذهب وكل فترة يوصلني فيديو جديد من صديقتي وشقيقها (..) بلشت أسحب بذهب أمي بدون ما تعرف”.
وتكمل أنها حاولت الانتحار عدة مرات، وأن خوفها على عائلتها كان سببًا لعدم توجهها لهم، وبعد تكرار الابتزاز وإجبارها على شرب “حبة” تجهل اسمها أكثر من مرة، قررت في النهاية التوجه لعائلتها وإخبارهم بما حدث.
تقول: “احتواني أبي وأخوتي وتوجهنا لأكثر من جهة لبدء علاجي” مضيفة أن عائلتها تواصلت مع الشاب محمد أبو طير إلا أنه طلب 200 ألف شيقل مقابل تسليم الفيديوهات والصور.
في نهاية وصيتها كتبت نهى، “صحيت بالليل ع صوت أبوي بعيط هو وأمي وهان أيقنت باني بدي أنهي حياتي وأريح نفسي من هذا الألم وأريح أبي وأخوتي من هذا العذاب.”
انتحار نهى، أعقبه اشتباكات بين عائلتي عميرة وأبو طير، تخلله إطلاق نار واستخدام ألعاب نارية، قبل تدخل شخصيات عشائرية ووجهاء لفض الخلاف، وقد تم أخذ هدنة مدتها ثلاثة أيام.
وعقب هذه الحادثة، أعلن أهالي البلدة خلال عطوة عشائرية، الثلاثاء، إهدار دم الشاب محمد عيسى أبو طير، وإدانة شقيقته هديل عيسى أبو طير لمشاركتها في الجريمة، ووالده لاستخدام بيته، وإدانة عدد من أقاربه المشتركين معه في الجريمة.
عطوة عشائرية في قضية نهى عميرة أدت إلى هدر دم محمد أبو طير الذي ابتزها، وتجريم والده وأخته
كما طالبوا عائلة الجاني بتسليم الصور والفيديوهات وتعويض عائلة نهى عن الأموال التي خسرتها خلال فترة ابتزازها من خلال دفع “فراش عطوة” بمقدار 30 ألف دينار أردني (وهو مبلغ مالي يدفع من مال الجاني، إلى المجني عليه).
وذكرت مصادر محلية أن هذه القضية أدت إلى الكشف عن “خلية” كبيرة تهدف لإسقاط الفتيات من خلال تهديدهن، كانت ضحيتها الفتاة نهى.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” طالب مُعلقون على الحادثة، الشابات، بضرورة الحذر من قضايا الابتزاز، وأكدوا على ضرورة توجه الفتاة لعائلتها أو للشرطة في حال حدث معها هذه الحادثة.