تسود الطيرة أجواء من الغضب والحزن الشديدين إثر جريمة القتل المزدوجة التي سقط ضحيتها الشاب محمود حجاج (29 عاما) وخطيبته ريما أبو خيط (20 عاما) بإطلاق النار على الشارع الرئيسي للمدينة، قبل يومين.
وحمل الأهالي في الطيرة، شرطة الاحتلال ، مسؤولية ازدياد جرائم القتل حيث ارتُكبت 5 جرائم قتل بالمدينة منذ مطلع العام الجاري 2018.
وقال والد المرحومة ريما عمر أبو خيط لـ”عرب 48″ إن “عزيزتي ريما كانت بنتا وحيدة إلى جانب 3 أشقاء لها. كانت من أروع البنات، مجتهدة، مواظبة وتحصيلاتها عالية. عملت في بستان للأطفال خارج مدينة الطيرة منذ فترة قصيرة. كل من أحاط بها أحبها وعرفها بدماثة أخلاقها”.
وأضاف الوالد الثاكل أن “ريما كان لديها الكثير من الأحلام والطموحات التي لم تنجزها بعد فقد خطفتها رصاصات القتل والغدر”.
وختم أبو خيط بالقول إن “المسؤولية تقع علينا جميعا وعلى الشرطة. هذا الحال الذي وصلنا إليه لا يطاق. للأسف الأمور فلتت من أيدينا، وأصبحت التربية بالحضيض. ولا يستطيع الوالد السيطرة على ابنه”.
وقال رئيس المعارضة في الطيرة، المحاسب محمد منصور، لـ”عرب 48″ إنه “بداية نعزي أنفسنا في الطيرة ومن ثم العائلة على هذه الجريمة النكراء. نستنكر جميع أنواع العنف والجريمة، وندعو المواطنين إلى ضبط النفس والابتعاد عن كل أشكال العنف والجريمة”.
وأضاف أنه ‘لا يمكن أن يكون السلاح حلا لإنهاء الخلافات والنزاعات. لا نريد أن نعلم ما هي الخلفية ولا أن نتحدث عنها، لكن ما نؤكده أن لا شيء يعطي الحق لقتل نفس بشرية، الأمر المحرم دينيا وقيميا واجتماعيا”.
وحمّل منصور المسؤولية عن الجريمة المزدوجة وانتشار العنف والجريمة للسلطات والشرطة، وقال: “أحمل الشرطة أولا المسؤولية عن تدهور الأوضاع وازدياد العنف والجريمة في الطيرة، كذلك المؤسسات الحكومية والسلطة المحلية. الجريمة المنظمة وغيرها آفة مجتمعنا، اليوم، ويجدر بنا أن نحاربها ليس بالشعارات والاستنكار لأنه ما عاد ينفع ذلك. يجب وضع استراتيجية واضحة والعمل بموجبها لمحاربة العنف والجريمة”.
البلدية: على الشرطة التحرك الجدي والفوري لكشف ملابسات الجريمة
هذا وحملت بلدية الطيرة في بيان صدر عنها صباح اليوم، “مسؤولية أعمال العنف والجريمة التي تنتهج كوسيلة لنشر الفوضى وعدم الاستقرار والخوف بين أبناء المدينة، لشريحة قذرة ومنبوذة تمادت واستكبرت”، بالإضافة إلى “الشرطة التي أفلست في ردعها وكشفها عن مرتكبي تلك الجرائم”.
وجاء في بيان البلدية أنه “نشجب ونستنكر بأشد الكلمات والعبارات، جريمة القتل المزدوجة البشعة التي هزّت أركان ومشاعر جميع سكان الطيرة، والتي أودت بحياة شاب وشابة بعمر الزهور بعد استهداف مركبتهما بوابل من رصاص الغدر والإجرام، ضاربين عرض الحائط بكل مقومات وأسس الإنسانية، ومتجاوزةً حدود العقل والمنطق البشري”.
وأضاف البيان أنّ “بلدية الطيرة الموحّدةّ مع كل أبناء المدينة، تُعبّرُ عن حزنها وألمها الشديدين، واقفين صفاً واحداً ضد كل أشكال العنف والجريمة وحوادث إطلاق النار، واستهداف المواطنين الآمنين في المدينة، والتي أخذت تنتهج أسلوباً وجرأةً أكبر وأوسع بعد حالة العجز الواضحة في كشف والقبض على مرتكبيها”.
وتابع البيان أن “بلدية الطيرة تهيب بالمواطنين بالتكاتف والتراص والتعاضد ضد هذه الشريحة الإجرامية المنبوذة والمريضة، التي تحاول نشر الخوف والفوضى بين جميع المواطنين في المدينة”.
وطالبت البلدية في بيانها “جهاز الشرطة بالكف عن سياسة القول لا الفعل، والتحرك الجدي والفوري لكشف ملابسات هذه الجريمة وجميع الجرائم التي ارتكبت سابقًا، كما ونطالبها بتحمل جميع مسؤولياتها وتأدية دورها الذي وجدت من أجله في الحد من عمليات القتل والانتقام وتهديد حياة المواطنين، والكف عن سوق الحجج وإلقاء اللوم على المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، وخصوصاً عندما يشاهد الجميع كيفية تعاطيهم مع الجرائم التي تحدث في الوسط اليهودي، والتي تتحرك على إثرها جميع أجهزة الشرطة والحكومة لحلها وكشفها وإلقاء القبض على مرتكبيها بغضون ساعات قليلة دون توريط المواطنين اليهود وزجهم في وسط عالم الإجرام”.