أثاث المنزل .. بين الطاقة السلبية والرسائل الإيجابية
أ . مخلص سماره – مدرب في التنمية البشرية
مجلة رتال
كثيرة هي الأمور التي تجعل من الحالة النفسية للفرد مضطربة وتخلق أجواءً من الارتباك والتوتر لدى الكثيرين ولا سيما النساء التي يقع على عاتقهن الإعتناء بالبيت والإشراف على شكله العام.
وقد يبالغ آدم دائما في التذمر من اشتراطات حواء وتحسسها من الأمور داخل المنزل خاصة إذا ما تعلق الأمر بنظافة البيت أو شكل الأثاث وموقعه والحفاظ عليه، في حين لا يدرك الرجل بأنه أضاع فرصة لاستقرار البيت بكامله حين سخر من تلك الرغبات وعارض تلك الاهتمامات.
وما يجهله أو يتجاهله الكثيرون هو أن هناك علاقة قوية بين مدى الاهتمام بنظافة البيت وشكل أثاثه وحالة المرأة النفسية، وهنا أخص المرأة دون الرجل كونها هي التي تأخذ على عاتقها في الغالب رسم تلك اللوحة بما ينسجم مع راحتها النفسية هي والتي تسعى بكل طاقتها ووقتها أن تنسج خيوط مملكتها بطريقة تجعلها هادئة البال مستريحة الخاطر.
وحتى يدرك الجميع مدى ما أقول وهنا أعني الأزواج والأبناء على وجه التحديد، أريد أن أذكرهم بالعديد من المواقف التي حصلت معهم ولم يجدو لها جوابا شافيا من قبل ومنها:
كم هي عدد المرات التي وجدت بها ردة فعل حادة من زوجتك أو والدتك عندما تحرك قطعة من الأثاث ولم تعدها الى وضعها الطبيعي؟
بل كم مرة احتدم النقاش لأنك غيرت في شكل الديكور في المنزل دون علمها؟
وكم من المرات ألحّت عليك زوجتك أو والدتك كي تنظف لها شبابيك المنزل أو قطع الأثاث العالية وأنت ماطلت فوجدت الإعتراض منها والنقاش المحتدم؟
لعلنا توصلنا من خلال هذه الأسلئة إلى العديد من الممارسات التي تخلق الطاقة السلبية للمرأة داخل البيت وهذا لا يعني بأن الرجل لا يملك الاحساس والمشاعر والفن والذوق ولكن كما قلت فإن المرأة هي المدبرة والمديرة وهي المسؤولة والمعنية بالدرجة الأولى بتلك المملكة.
وهنا أجد نفسي مضطرا للإشارة إلى بعض تلك الممارسات التي تجعل من الطاقة السلبية هي سيدة الحال لدى المرأة خصيصا وأفراد العائلة على وجه العموم وفق النقاط التالية:
- لون الأثاث: حيث أن الألوان الداكنة في أغلب الأحيان تنعكس سلبا على الحالة النفسية للمرأة وبالتالي تخلق الطاقة السلبية لديها وتؤثر على دافعيتها للعمل.
- الحواف الحادة: وهنا أتحدث أثاث المنزل بما يشمله من طاولات سفرة أو طاولات وسط، وأسرّة النوم.
- تراكم الغبار على أثاث البيت.
- كثرة المرايا خاصة في غرف النوم.
- لون الدهان وحالته.
- قلة النظافة العامة في البيت وعدم التزام كل شخص بواجبه.
- عدم إعادة الأغراض إلى مكانها الصحيح.
- تراكم الأمور غير الهامة في المنزل مثلا :”الأثاث الزائد، الكراتين الفارغة، الأواني التالفة).
- الصور المعلقة على الجدران: هي الأخرى تنعكس سلبا على الحالة النفسية.
- وجود أشجار الزينة داخل أروقة المنزل.
- الإضاءة الباهتة في غرف الضيوف والجلوس والقوية في غرفة النوم.
ومن هنا يتطلب الأمر أن نبحث عن الأشياء المطلوبة لخلق الروح والطاقة الايجابية داخل المنزل سواء للمرأة ولكافة أفراد الأسرة ومن بين هذه الأشياء الإيجابية:
- إشراك جميع أفراد الأسرة باختيار أثاث المنزل وشكل الدهان ولونه.
- أن يحافظ كل شخص من أفراد الأسرة على دوره تجاه البيت ونظافته.
- أن تكون أشجار الزينة عند مداخل البيت لا داخله.
- اقتصار غرفة النوم على مرآة واحدة.
- مراعاة أن تكون الإضاءة معتدلة في كافة غرف المنزل وباهته زاهية مريحة في غرف النوم كي تبعث على الراحة والاسترخاء.
- اختيار شكل ومكان الأثاث بحكمة وعناية بالغة.
- التخلص من كل شيء زاد عن الحاجة في البيت وخير الأثاث “ما قل وزاد جمالا”.
إن الموضوع على بساطته إلا أنه يعتبر عاملا مهما في استقرار وسعادة كثير من الأسر.
فمن المعلوم بأن المرأة داخل البيت هي منبع المشاعر والأحاسيس، ومن الضروري بمكان أن نسعى إلى خلق الأجواء التي من شأنها أن تزيد من دافعيتها للعمل والإنجاز والعطاء سواء على صعيد العمل أو الحنان والعاطفة.
وفي الوقت ذاته، لا يمكن أن ننكر بأن أفراد الأسرة الآخرين يشعرون بأجواء من التميز والرقي والراحة النفسية والرغبة في الإنجاز مع توفر أجواء وبيئة بيتية مريحة حيث الأثاث المرتب والإضاءة المناسبة والنظافة المعهودة.
إن كل زاوية من زوايا المنزل بل إن كل قطعة من قطع الأثاث، تضفي على حياتنا واقعا إما الأجمل وإما الاسوأ.
ولكن بإمكاننا نحن أن نخرج من كبوتنا وأن نتصالح مع رغباتنا وبالتالي نصنع من بيوتنا قصورا مليئة بالأمل والسعادة والتفاؤل فقط من خلال الذوق الرفيع والإحساس المرهف والعقلانية في اختيار كل جزء من المقرر أن يحتل مكانا في قلوبنا وعقولنا قبل بيوتنا.