يتردد على مسامعنا دائماً بأن المرأة هي نصف المجتمع والوجهة الأخرى لكل شيء حسناً فلنتوقف قليلاً عند هذا الكلام ولنرى ماإذا كان بالفعل مطبق في الواقع المعاش أم انها فقط مجرد عبارات تستخدم لتورية الحقائق التي ترفض بأن تكون المرأة شريكة” الحق “بكل شيء وهنا أقصد بالحق.
العمل في كل المجالات وامتلاك الرأي غير المقيد وحرية التعبير الواعي والإختيار كلها حقوق ملازمة للمرأة كما هي للرجل دون أي تفريق أو خلق مقيدات تحت بنود زائفة بعنوان المجتمع لايقبل كذا وكذا
ومن الأمثلة على ذلك بعض المشاهد في المجتمع التي تتمثل في أن عمل المرأة كان ولا زال عند البعض شيء مرفوض بحكم أنه كما يقولون بالعامية” مكان الست بيت زوجها” ناهيكم عن نظرة المجتمع لها خاصة في بعض المهن التي تتطلب من المرأة أن تكون على حد كبير من الإطلاع والإختلاط بالآخرين كمهنة الإعلامية أو الفنانة وغيرها من الأعمال التي ينظر بأنها لاتتناسب مع عادات المجتع وتقاليده وهنا لاأقصد التعميم ولكن يجب أن لا نغفل تلك الفئة التي تتصيد بالماء العكر ليخرجوا دائماً بمعيقات أمام أي نجاح قد تحققه المرأة في عملها أي كان هذا العمل فقط بهدف تغلبيب النظرة الشرقية التي يفرضها الرجل في مجتمع أغلب من فيه يمنون على المرأة أن تبوأت منصب “مستحق” أو حتى على كلمة شكر للمجهود المقدر التي تبذله في حياتها المجزأة مابين بيتها وزوجها وأطفالها وعملها التي هو وسيلتها لتحقيق ذاتها أذن ليس كثيراً على أي أمرأة تبذل قصارى جهدها دون أي كللٍ أو ملل بأن تحصل ولو على شيء بسيط من الإحترام الحقيقي وليس الظاهر فقط.
في الواقع هناك العديد من المواقف التي تثبت بأن الرجل يكره أن تكون المرأة رئيسية عليه وأن يعيش هو دور المرؤوس اللذي يتلقى آوامر وتعليمات منها وبذلك تنكسر القاعدة التي تقول بأن النساء هن فقط من يشعرن بالغيرة تجاه بعضهن لنخرج بفكرة أن الرجل قد يغار من المرأة سواء أكانت زوجته أو زميلته أو حتى أقرب الناس له اذا ما شعر انها أنجح أو أفضل منه في مكان ما وللأسف لايدري بأن كل ماتفعله لإجله بطريقة أو بأخرى منتظرة فقط كلمة ثناء أو شكر ليتزين نجاحها بالفرحة والسعادة ولكن هيهات أن يتحقق ذلك في مجتمع لازال معظم من فيه يسألون هل يحق للفتاة كذا وكذا ولماذا أصبحت س وزيرة أو مديرة وغيرها الكثير من الإنتقادات بحكم أن هناك وظائف لا يجب أن تتسلمها المرأة لأنها عاطفية ولا تعرف كيف تمسك زمام الأمور
ولو تطرقت لمثال صغير على ذلك لاستذكرت هيلاري كلينتون عندما قررت النزول لإنتخابات الرئاسة الأمريكية ضد دونالد ترامب حينها ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بالرفض لفكرة أن تتحكم في العالم امرأة دون الإلتفات لأن من سيتولى منصب كهذا عليه أن يكون قادراٌ على اتخاذ قرارات سليمة عقلانية بغض النظر سواء أكان كلينتون أم ترامب ولا اجزم أو حتى اعلم من منهما يستحق لأنه بنظرنا كلاهما أعداء للعرب ولكن أتحدث عن فكرة الرفض المطلق لتبوأ المرأة المناصب السياسية وغيرها.
هذا هو واقع الحال ولا أحد يستطيع أن ينكر وجود النظرة “التهميشية” لدور المرأة وأمكانياتها في المجتمع وبالمقابل لا أحد يمكنه إغفال ماحققته العديد من النساء في مجالات عملهن بكافة الأصعدة والنماذج على ذلك كثيرة ويبقى الحد الفاصل للنظرة المتعنصرة على أساس الجنس مابين ذكر وأنثى هو مقياس الإنجاز والنجاح وماذا قدم أو ماذا سيقدم كلٌ منهم لمجتمعه.
صحفية أردنية