بلا شك أنّ المشاعر والأحاسيس الإنسانية هي أحد الأمور التي يتميز بها الإنسان، وبشكل أكبر الجنس الناعم الأنثوي، فالمتعارف عليه أنّ المرأة تمتلك المخزون الكافي من المكنونات الداخلية والمشاعر اللطيفة، إلا أنّ تلك المشاعر قد تصبح في بعض الحالات خطرًا عليها، أو على محيطها الاجتماعي والآخرين من حولها، فكيف ومتى يحدث ذلك؟
التقى «سيدتي نت» بالأخصائية ومحاضرة علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة «خلود ناصر»؛ لتخبرنا عن متى تتحول مشاعر المرأة إلى نقمة؟
المشاعر هي المحرك للدوافع
بيّنت خلود ناصر أن للمشاعر سطوة كبيرة في الحياة الإنسانية، فهي القوة المحركة للدوافع، سواء إيجابًا أو سلبًا، وهي حالات من الشعور التي تؤدي إلى العديد من التغيرات الجسدية والنفسية، التي بدورها تؤثر على السلوكيات، وبالتأكيد خبرات الحياة تلعب فيها المشاعر دورًا كبيرًا، فهي التي تقود تصرفات الفرد في غالب الأحيان وتكون سببًا في ارتقائه ونجاحه أو هبوطه وفشله، فليست الأفكار أو المعلومات فقط هي التي توجه السلوك وترسمه، لذا فالمشاعر هي التي تصمم التكوين الداخلي للإنسان.
وقالت: «كما هو معروف أنّ مشاعر المرأة لها طابع خاص تختلف في طبيعتها عن الرجل، فالمرأة بطبيعتها مرهفة الإحساس تميل للحنان والعاطفة والرقة، إلا أنّه هناك بعض الحالات التي تكون فيها مشاعرها نقمة عليها وعلى الآخرين، نذكرها كالآتي:
– حين تخشى المستقبل وتقلق حياله، وحين تركز في تفكيرها على الماضي، خاصة حين تستذكر الحزين من هذا الماضي، والتجارب المليئة بالخذلان والإحباط والمرتبطة بالألم والغدر، فتغرق نفسها في المشاعر السلبية دون توقف، وهي بذلك تسبب لنفسها المعاناة وتجلب لذاتها التعاسة النفسية.
– عندما تبالغ في شعورها تجاه الآخرين، حيث تُفرط في محاولة إسعادهم وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم دون أن تضع اعتبارًا لرغباتها واهتماماتها وسعادتها.
– عندما تتأثر تأثرًا عظيمًا بأبسط الكلمات التي توجه إليها وبأبسط المواقف التي تمر بها وبأبسط القصص التي تستمع إليها، فهي هنا تصبح شديدة الحساسية وتُعرض نفسها للإنهاك النفسي والاستنزاف العاطفي الذي يجعل قواها تضعف عند تعرضها لأصغر مشكلة، وهي بذلك تكون قد أهدرت طاقتها الانفعالية في غير مكانها المناسب.
– عندما تبالغ في ردود أفعالها في بعض التجارب الحياتية، دون أن تحتكم إلى عقلها وتلجأ إلى الهدوء وإدارة الذات، فتغضب وتفقد صبرها وتخطئ في سلوكها وتصرفها.
– عندما تصبح المرأة متبلدة أو بخيلة في الاحتواء وإمداد الآخرين بالمشاعر والطاقة الإيجابية، وتتحول إلى آلة رتيبة تؤدي مهام حياتها بشكل ثابت وغريب.