غنوا يا بـنات غنــــوا بشغل القش وتأنوا
وحطوا طبق على طبق وخلوا العالم يتهنوا
غنوا غنوا يا بنــــات انقعوا بالمي القشات
هاتوا طبق الزبيبات واحكــــوا للعالم عنو
كتبت منار جولاني: كلمات تدندنها الحاجة نصرة سالم (٧٦ عاما) من بلدة كفل حارس قرب سلفيت في تجمع نسائي لجاراتها وصديقاتها في كل صباح لتشجعهم على صناعة القش واهميته لها ولهن، حيث تبدأ يومها من طلوع الفجر تجلس وتضع حزما من القش ارضا لتبدأ في تشكيلها بشكل دائري ليأخذ شكله النهائي كطبق او صينية او ساعة حائط وغيرها من اشكال تتداخل بها رسومات تزينها.
بدأت نصرة في احتراف فن القش وصناعته بعد ان كانت تعمل خياطة في القرية حيث قالت ” لقد بدأت في تخيط الملابس وفساتين الاعراس وملابس المدرسة لجميع افراد القرية ولم يكن هناك أحد يلبس الا من تحت إيدي فلم تكن الملابس الجاهزة متوفرة الى ان جاء اليوم الذي جاءت الملابس الجاهزة متوفره بالأسواق”.
امتهنت الحجة نصرة حرفة القش قبل 26 عاما، هذه الحرفة البسيطة التي استمدتها من طبيعة الحياة في القرية وحاجيات كل بيت فلسطيني من اواني منزليه كانت تستخدم لوضع الطعام وخبز الطابون عليها، مستخدمةً قصل القمح بعد تفريغ السنابل منها وتنقع بالماء لمدة ساعتين وبعدها يلف ويصبح جاهز للتشكيل.
صناعات نصرة الجميلة صارت تدر لها دخلاً يساعد ابنها في مصاريف البيت، فتقول: “أبيع الطبق بما يقارب 50-100 شيكل حسب الحجم والزينة التي عليه فهذا يعتبر دخل مربح جدا لسيدة تعمل بالبيت فقط”، موضحةً العمل على طبق واحد يحتاج يومين بما يقارب سبع ساعات من العمل المتواصل ومع مشاكل النظر التي تعاني منها يقل عدد ساعات عملها اليومي يوما بعد يوم.
الاحفاد والأولاد
للحاجة نصرة ولد وحيد محمد (٥٧ عاما) ولها سبعة أحفاد، يعملون ايضا بمساعدة جدتهم بالقش والرسومات وقالت نصرة للمة ” انا امية لا اعرف الكتابة والقراءة ولكن نعمة احفادي لتعليمي الاحرف في قراءة القران هي ما جعلتني اتقن القراءة فكنت اسأل حفيدتي ما هذا الحرف وذاك حتى اتقنت جميع أحرف اللغة العربية لأستطيع القراءة كل صباح من آيات وتسابيح قرانيه.
تعليم القراءة شق لها طريق جديدة في تزيين اطباقها القشية فإدخال بعض الكلمات والاحرف جعل هناك حياة وتجدد في انتاجاتها وتميز عن اخريات يصنعن القش في مدينتها.
حرفة تراثية
صناعة أطباق القش هي مهنه قديمة ذات طابع تراثي وهناك العديد من القرى في فلسطين كان سكانها يمتهنون هذه الحرفة القديمة الجميلة والتي هي اليوم على وشك الانقراض والتي يحافظ فيها كبار السن عليها وقاموا بتعليمها للأجيال اللاحقة.
وتؤكد نصرة “يجب ان تتعلم جميع الفتيات هذه الحرفة ويتقنها لأنها احدى اهم وسائل الحفاظ على تاريخنا واستمرارها، تعود لي ذكرياتي الجميلة عندما ابدأ بصناعة القش فانا اتذكر قصص وحكايات مررت بها بحياتي كمسلسل تلفزيوني يمر ببالي حتى انتهي من اكمال الطبق فهذه المهنة تجلب لي السعادة بكل النواحي”.