كتبت: أمل بريكة
لم يستطع المجتمع الذكوري بقيوده اللامنتهية من تقيد أحلامهن، تمردن على عاداته البالية، وقررن تغيير موروثه العقيم، خضن معركتهن الأولى داخل المنزل، لإقناع عائلاتهن بقبول قراراتهن، ثم بدأن المعركة الأكبر خارج المنزل، حتى استطعن تغيير الأنماط السائدة، وخلع لهن الجميع القبعات، احتراماً واجلالاً لما قدمنهُ في مجال ظل لعقود حكراً على الرجال.
اعلاميات ناجحات، بتن واجهة لمحطات التلفزة، وعلت أسمائهن تقارير وتحقيقات صحافية مكتوبة، وأخريات قدمت تقارير وقصص عجز إعلاميون ذكور عن تقديمها، وثمة من اقتحمن الملاعب، وبتن من أنجح الصحافيات الرياضات.
نجاح متواصل وفرص مفقودة
الاعلامية الرياضية نيللي المصري، أو كما يُطلق عليها “كاميرا الملاعب”، تحدثت عن بدايتها في الإعلام الرياضي، وعملت كمحررة أخبار بإذاعة صوت الحرية بغزة وبعد وقت قصير أوكلت إليها مهام إعداد وتحرير وتقديم نشرة أخبار الرياضة اليومية ومن ثم تقديم برامج رياضية على الهواء مباشرة وهذه كانت نقطة انطلاقها في الإعلام الرياضي. أما قبل ذلك فقد كانت متدربة فقط” .
وعن بدايتها وانطلاقتها قالت المصري: ” النشأة الأُسرية لها دور كبير في تطوير مهاراتي في موضوع الرياضة والإلمام بالمعلومات ومعرفة كل ما يتعلق بالرياضة الدولية والعربية الفلسطينية، بحكم أن والدي لاعب منتخب فلسطين في فترة الستينات، وأيضا مدرب كرة قدم معروف ومدير إداري لمنتخب فلسطين حتى عام 2005، كل هذا ساهم في أن يكون لدى حصيلة كبيرة من المعلومات حول الرياضة الفلسطينية والأندية واللاعبين. وهذا ما شجعني لان أعشق الرياضة وأمارسها وفيما بعد دخول حقل الاعلام الرياضي”.
وتابعت تقول: اجتهدت كثيراً فطموحي كبير، عملت بمجال الأبحاث الرياضية العلمية ووثقت تاريخ الحركة الرياضية النسوية على مدار أكثر من خمسين عام وتاريخ كرة القدم النسوية في غزة، وبحث آخر مشترك مع الدكتور عصام الخالدي حول احتلال فلسطين من خلال الرياضة، وبعد ذلك توجهت لمجال اخراج الأفلام الوثائقية الرياضية التي تعني بالمرأة الرياضية، ومن ثم إلى التصوير الرياضي.
وحصلت المصري على جوائز عديدة في التصوير الرياضي والأبحاث الرياضية وأيضا تم اختيارها كأفضل صحافية رياضية على مستوى فلسطين في العام 2015 باستفتاء مؤسسة أمواج الاعلامية الرياضية.
صعوبات
وفيما يخص الصعوبات التي واجهت المصري خلال انطلاقها وعملها قالت: القيود الاجتماعية لم تعرقل عملي في الاعلام الرياضي لأن تاريخ والدي الرياضي شفع لي اقتحام هذا المجال الذي يراه المجتمع فقط للرجال، وقتها شعرت بمسؤولية كبيرة على عاتقي كان عليّ أن أكون ملمة بكافة الأمور الرياضية والاجتهاد أكثر لأثبت للمجتمع أن المرأة والصحافية قادرة على خوض مجالات عديدة، لكن ربما صعوبات أخرى مثل قلة وسائل الاعلام الرياضية المتخصصة سوى صفحات في بعض الصحف اليومية كتبت لديهم متطوعة.
واشتكت المصري قلة الفرص في المجال الرياضي، فليس هناك أي فرص في مجال الاعلام الرياضي نظرا لعدم وجود فرص عمل ومعظم المواقع الرياضية مواقع شخصية لا تملك أي دخل مالي، لكن بطبيعة عملي كصحافية وتواصلي مع صحف خارجية وتطوعت مع المواقع الرياضية المحلية وعشقي لعملي جعلني أواصل في هذا المجال.
وقالت المصري أنه ورغم ما حققته من نجاحات إلا أن ثمة غياب للثقة بقدرة المرأة في العمل بالإعلام الرياضي لذلك لا نجد أي برنامج رياضي سواء تلفزيوني أو إذاعي يستضيف امرأة إعلامية، وهنا تكمن المشكلة لديهم، لكن استضافتنا تأتي ضمن فقرات برامج تتحدث عن المرأة ودورها فقط.
وعن أحلامها قالت المصري: لم أحقق منها إلا جزء بسيط، كلما وصلت إلى نجاح أشعر بطموحي يكبر، وأسعى للتميز، والمهم بالنسبة لي تحقيق ما أصبو إليه بشرط أن يترك أثراً على الإعلام الرياضي والرياضة الفلسطينية.
نجاح متواصل
وليس بعيداً عن مجال نيللي كانت المخرجة حنين كلاب تتألق في مجالها، بسلسلة من الأفلام الروائية المتنوعة من حيث المضمون والهدف، حيث حققت بعضاً من أفلامها شهرة واسعة، ما أهلّها للتنافس على جوائز في مهرجانات عربية ودولية.
وتقول كلاب: كانت البداية مع فيلم بعنوان “بعيونهن” “الذي يسلط الضوء على دور الصحفيات في الحروب مع الاحتلال الإسرائيلي، ركزت على ما تمارسه قوات الاحتلال بحق الصحفيات والصحفيين بشكل عام، وقد شارك هذا الفيلم في مهرجان ” بعيون النساء الثاني في العام 2010″، بينما كان الفيلم الثاني ” فيلم كان حلم” في عام 2011 ، هو فيلم روائي قصير تناول قضية وظروف الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية ومعاناتهن في حدود تلك الجدران.
في العام 2012 فيلم “على خط النار” هو فيلم وثائقي يعرض قصة العائلات التي تقطن على حدود قطاع غزة، ويتعرضون باستمرار للخطر من قبل قوات الاحتلال، مواصلة في انتاج عدد من الافلام في الأعوام 2013 و2014 و2015، محققة مزيداً من النجاحات في مهنة ظلت لعقود طويلة حكراً على الرجال.
وأكدت كلاب أنها من صغرها كانت تعشق السينما وكانت تجلس لساعات طويلة أمام التلفاز لمشاهده الأفلام، وهذا ولّد لديها رغبة لاقتحام هذا المجال، وصناعة الأفلام لكن على الطريقة الفلسطينية المقاومة، فكنت ورغم كل التحديات مخرجه وكاتبة سيناريو، فأخرجت العديد من الأفلام التي تناولت فيها العديد من القضايا المتعددة منها ظروف الاحتلال والعدوان و أفلام تحاكي الأسرة الفلسطينية البسيطة، وأخري تركز على دور المرأة ومعاناتها
وأكدت أنها مؤمنة بأن السينما من أهم أدوات التغيير في المجتمع و نستطي*ع من خلالها أن نطرح معاناة وهموم وقضايا الإنسان، وأن نعبر عن أنفسنا و عن قضايانا ومشاكلنا وكل ما يجول بخاطرنا.
صعوبات مادية وتقنية
وقالت كلاب أن من أهم الصعوبات التي واجهتني هي الصعوبات المادية والتقنية خاصة أن أي مشروع سينمائي يحتاج لأموال ضخمة وكل ما يتعلق بالتقنيات مفقود، وهذا ناتج من كوننا شعبا بلا دولة، وليس لدينا دعم، أو مدارس أو معاهد على كفاءة عالية لتخريج الكوادر الفنية، هناك محاولات ولكن مازلنا في البداية بالإضافة لضعف الكوادر الفنية وخاصة الممثلين لدينا نقص كبير في عدد الممثلين وخاصة الممثلات وهذا يضعنا أمام خيارات محدودة وقد تكون ليست على المستوى المطلوب إلى جانب الاحتياجات اليومية الغير متوفرة كالكهرباء
وأوضحت كلاب بأن هناك الكثيرين كانوا داعمين لي ومشجعين سواء من داخل أسرتي بالإضافة بعض الاصدقاء، فدخولي هذا المجال جعلني أشعر بالتميز وأثبت ذاتي والآن أنا اعمل ومعي فريق عمل كامل بمساعدتهم تتميز أعمالي ونستطيع كفريق التغلب على المشاكل التي من الممكن ان تواجهنا خاصه مدير الانتاج الاستاذ فتحي عمر نحن نعمل معها كفريق ونحاول منذ اربع سنوات انا بمناسبه هذه المقابله اشكر كل الداعمين لي