كتبت: هبة محمود منصور
مازال يشكل ملف الأسيرات الفلسطينيات في سجون الإحتلال الإسرائيلي الحزن للفلسطينيين، فهو الجرح الذي لم يلتئم بعد ويستمر بالنزيف، حيث يعبر عن القهر والألم في نفس الأهالي على بناتهم المعتقلات والقابعات في سجون الإحتلال.
أصبحت المرأة الفلسطينية تشكل نموذجاً للتحدي والصمود وخير مثالٍ للمرأة العربية التي تقاوم جنباً إلى جنب مع الرجل في معركة التحرير من الإحتلال المغتصب للأراضي الفلسطينية، فطالما هي على قيد الحياة ستبقى تقدم التضحيات المتواصلة فهي أسيرة وشهيدة وزوجة ومصابة في سبيل الحرية… فألف تحية إجلالٍ وإكبار إليها في يومها هذا….
واليوم ونحن نحتفل بهذه المرأة ونعتز بها، تواصل حكومة الإحتلال الإسرائيلي وضعها في دائرة الإستهداف المباشر إما بالقتل والأسر والتشريد والإبعاد شأنها شأن باقي المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من هذا المحتل، ضاربين بعرض الحائط القوانين الدولية أو حقوق الإنسان كافةً في التعامل مع الإنسان الفلسطيني بشكل عام والمرأة بشكل خاص.
ومنذ لحظة اعتقالهن يتعرضن للضرب والإهانة والشتم على أيدي قوات الإحتلال، وتتصاعد وسائل الضغط عليهن سواء من الناحية النفسية أو الجسدية، كالضرب والحرمان من النوم والشبح لساعات طويلة، دون مراعاة احتياجاتهن وجنسهن.
ولا بد من الذكر أن أكبر حملة اعتقالات شنتها قوات الإحتلال ضد النساء الفلسطينيات كانت خلال الإنتفاضة الأولى عام 1987م حيث وصل عدد حالات الإعتقال إلى 3000 أسيرة فلسطينية.
اعتقال (156) فتاة وامرأة خلال العام2017
وأكدت هيئة شؤون الأسرى في تقريرها السنوي أن سلطات الإحتلال الإسرائيلي لم تميز يوماً في قمعها ومعاملتها القاسية وانتهاكاتها بين الفلسطينيين، ذكوراً كانوا أو إناثاً، فقد سُجل خلال العام المنصرم اعتقال نحو (156) فتاة وامرأة وقاصرات.
فيما لا يزال يقبع في سجون الاحتلال (58) أسيرة موزعات على سجني هشارون والدامون، بينهن (9) قاصرات تقل أعمارهن عن الـ18 ولعل أبرزهن الطفلة القاصرة “عهد التميمي” 16 عاماً، التي اعتقلت ووالدتها وابنة عمها نور يوم 19/12/2017، بالإضافة إلى إصابة وجرح العشرات من الفتيات قبل اعتقالهن، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز في سجونها (9) أسيرات جريحات وهن: لما البكري، عبلة العدم، شروق دويات، جيهان حشيمة، أمل طقاطقة، مرح باكير، نورهان عواد، اسراء جعابيص، حلوة حمامرة.
450 حالة اعتقال في شهر شباط الماضي:
وأكدت الناشطة في شؤون الأسرى ميسر عطيان:” خلال شهر شباط الماضي تم اعتقال 450 حالة بينهم 9 نساء و 85 طفلاً.”
وتابعت عطيان:” من الملاحظ أن النساء اللواتي تم اعتقالهن هن أمهات لشهداء أو أسرى أو مطلوبين فمن بينهم السيدة نيفين صالح 32 عاماً زوجة الأسير عبد المنعم صلاح، والسيدة معزوزة أبو جودة 53 عاماً وهي والدة الأسير خالد أبو جودة المتهم بتنفيذ عملية طعن، واعتقلت نهى عبد الله شواهنة 52 عاماً من مدينة قلقيلية وهي والدة الأسيرين عروة وشرحبيل طاهر شواهنة، إضافةً إلى السيدة نجاة ناصر 21 عاماً بعد اقتحام منزل زوجها في بلدة العيساوية، و السّيدة ورود عبد الحكيم عاصي 38 عام مع شقيقها محمد عاصي من نابلس بحثاً عن ابن شقيقهم عبد الكريم العاصي منفذ عملية سلفيت التي أدت لتصفية حاخام صهيوني.”
سياسة احتجاز الجثامين :
ولم يكتفِ الإحتلال بالألم والحزن الذي يسببه لأهالي المعتقلات بل استمروا في رفع وتيرة العذاب والحرقة لديهم عبر احتجاز جثامين بناتهم الشهيدات في ما يسمى ب مقابر الأرقام السرية العسكرية، وترفض تسليمها لذويها ومن أبرزها: دلال سعيد محمد المغربي، داري أبو عيشة، آيات محمد لطفي الأخرس، زينب عيسى أبو سالم، هنادي تيسير عبد المالك، وفاء علي خليل إدريس، هبة عازم دراغمة.