نفذ اتحاد المؤسسات الأهلية ورشة عمل متخصصة حول مفاهيم التعليم التحرري، وشارك فيها عدد من نشطاء مؤسسات المجتمع المدني والمحلي، وذلك في مقر لجان الرعاية الصحية.
ويؤكد رئيس اتحاد المؤسسات الأهلية، الدكتور نهاد الأخرس أن ورشة العمل تنفذ ضمن سلسلة من الورشات والأنشطة التي تستهدف نشطاء المؤسسات ومجالس أولياء الأمور والمعلمين، بهدف تعميم مفهوم التعليم التحرري كبديل للتعليم التقليدي في المدارس.
وأضاف الأخرس لـ” أنتِ لها” أن هذه الورشات تأتي ضمن سلسلة نشاطات أوسع ينفذها اتحاد المؤسسات الأهلية للتنمية، بالتعاون مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ، وتهدف للضغط على صناع القرار والجهات ذات العلاقة من اجل تطوير التعليم في فلسطين، بما يراعي النوع الاجتماعي والتفكير الإبداعي.
ويؤكد الدكتور سامي الكيلاني نائب القائم بأعمال رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية ومتخصص في العمل الاجتماعي والتربوي وأشرف على تقديم المحاضرة بعض مظاهر الخلل في النظام التعليمي القائم، منها مثلا: لا تستطيع الغالبية العظمى من الطلبة أن تعد ورقة بحثية، لأنهم معتادون على الحفظ، لدرجة أنهم لا يستطيعون التفكير ذاتيا، ولا توجد لديهم ثقة بالنفس، أو القدرة على التفكير بشكل نقدي، وبالتالي يصعب عليهم التقدم في الحياة أو المساهمة في المجتمع.
“ومقابل هذا النمط التعليمي الجامد والمتخلف، يأتي التعليم التحرري؛ الذي يسعى لتحرير العقل من القيم السلبية، وفكفكة الموروث السائد بالتفكير النقدي، ومن خلال الحوار والتشارك واحترام إنسانية الطلبة، واحترام عقولهم، وبالتالي بناء قدراتهم القيادية، وتعزيز روح التسامح واحترام وجهات النظر المختلفة.” يؤكد الكيلاني ل” أنتِ لها”.
وفي هذا الصدد أكد الكيلاني أن التعليم التحرري لا يقتصر على المدرسة، بل يتشارك فيه المجتمع بأسره.
وتتوقع يسرى إبراهيم مبارك وهي طالبة تربية صحية في جامعة القدس المفتوحة إن تكون قادرة بعد مشاركتها في الورشة على التفريق بين مفهوم التعليم التحرري والتعليم التقليدي ما يعطيها قدرة على تطوير المهارات المستقبلية على قاعدة التعلم التشاركي مع الطلبة.
وترى مبارك أن من شـأن تعزيز هذا المفهوم في الحالة التعليمية الفلسطينية أن ينهي مشكلة إنتاج أجيال منسوخة عن بعضها، وحتى نستطيع أن نضع أقدامنا على سكة التغيير..
وتؤكد شمس مشاقي– و تخصص لغة عربية وطالبة دراسات عليا في دراسة المرأة أن التحدي الذي هو التعامل مع الجيل الجديد لجهة ابتكار اساليب تدريس تناسب توجهاتهم وتطوير قدراتهم على معارف جديدة.
ويلفت محمود سلمان الذي يدرس تربية خاصة بجامعة القدس المفتوحة أن ترسيخ هذا المفهوم وانتقاله من النظرية الى التطبيق العملي من شأنه أن يخرجنا من النمطية في التعلم والروتين القاتل للعملية التعليم.م
مشددا ل” أنتِ لها” أن ذلك بات يشكل عبئا كبيرا على المعلم والطالب وأولياء الأمور.
عن المفهوم
وبشكل مبسط؛ التعليم التحرري هو التعليم التشاركي، القائم على مشاركة كل من المعلم والمتعلم للوصول معاً إلى المعرفة دون إقصاء أو إلغاء أحدهما للآخر، بل باحترام إنسانية المتعلم وتقدير تجربته الحياتية وخبراته المتنوعة. ويُعتبر البرازيلي “باولو فريري” (1997~1921) أحد أهم من تحدث عن التعليم التحرري، وله الفضل في إخراج بلاده من دائرة الفقر المدقع، وتخليصها من الأمية، ووضع الأسس العلمية التي نقلتها من دولة تتنازعها العصابات ومراكز القوى ومافيات المخدرات إلى دولة تقف في الصف الأول على مستوى العالم. ولم تنحصر أفكاره في بلده؛ فقد تبنتها الكثير من دول العالم المتقدم.